واثق الجابري
لم تعد الرياضة مجرد لعبة يتبارى فيها فريقان للحصول على الفوز، بقدر تعلقها بالسياسة والاقتصاد وعلم الإجتماع، وكذلك الصحافة ليست مجرد تناقل أخبار او رأي يعبر عن دولة بذاتها، في ظل التطورات التكنولوجية والعلاقات الدولية، وكلتا الحالتين معنيتان بترميم العلاقات بين الدول في حال عجز السياسة المباشرة، أو كاسرة لوجود حواجز قبل أو بعد الحروب.
مباراة ودية بين العراق والسعودية، ووفد إعلامي سعودي رفيع يزور العراق، ويبرم اتفاقاً للتعاون الإعلامي.
يترقب العراقيون مباراة ودية بين منتخبي العراق والسعودية، في ملعب جذع النخلة في البصرة، ورغم وديتها إلاّ إنها تحظى باهتمام محلي وتأثير دولي، في رفع الحظر عن الملاعب العراقية، ولعلها ليست ذات مدخول إقتصادي مباشر على العراق، وربما تنفق عليها أموال عراقية، وخطوة وزارة الرياضة والشباب بالسماح للمحطات العالمية والمحلية بالنقل المجاني؛ مكملة لجهود سابقة لرفع الحظر، وستعطي رسائل متعددة للعالم، بتطلع العراقيون للسلام والمحبة وبناء علاقات متوازنة مع الدول.
رفع الحظر يعني أن العراق كبقية الشعوب، يطمح باستقرار أمني واقتصادي وسياسي، وبالعكس يُقال عن البلد غير مستقر وحتى الرياضة لا يمكن ممارستها فيه، في حين لا تختلف الشعوب في ممارسة الرياضة حتى مع الأعداء أحياناً، ولكن تزامن المباراة مع زيارة الوفد الإعلامي السعودي، سيعطي إنطباعا بمضي الخطوات السابقة وتجاوز مراحل العقد، وطي الماضي وطموح عراقي بالبناء، ورغبة سعودية ودولية بالتسابق والإستثمار في العراق وتبادل الخبرات، والعراق يملك خزين من المعلومات عن الخلايا الإرهابية، وهم شعوب وحكومات شعروا أنهم ليسوا بمنآى عن الإرهاب، وسبقونا بالتطور التكنولوجي.
الوفد الإعلامي السعودي التقى عدة مسؤولين منهم، رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، فيما أكد الأخير، أن ما حدث بين البلدين سوء فهم طارئ ومضى دون رجعة، وأضاف: “إن العروبة والإسلام والجيرة والتاريخ المشترك، أسس متينة تربطنا والسعودية بالشكل الذي يجعل علاقتنا متقدمة ووطيدة وعميقة الجذور”، في إشارة الى دور الإعلام بين البلدين ومن مصلحة شعبيها وحكوميتهما عودة العلاقات الأخوية، والسعودية بوابة لعودة العراق بتاريخه وإرثه وإمكانياته وقدراتهما المشتركة في تعزيز الوجود العربي والعلاقات الإقليمية.
العلاقات الدولية مبنية على تبادل المنافع والخبرات، ونجاح سياسة أية دولة بالانطلاق من الداخل الى الخارج، وإستثمار كل المناسبات مع الخارج، لحصد مكاسبها في الداخل.
لا تقل مباراة كرة القدم في البصرة، عن زيارة الوفد الإعلامي السعودي للعراق، والحالتان سيكونان بمتناول الإعلام العراقي والسعودي تحديداً والعالمي عموماً، ومسؤولية كل الأطراف نقل الواقع بحذافيره، وسيرون العراقيين شعبا محبا للسلام والحياة والشعوب، وكل ما قدمه من دماء، هي لدفع خطر الإرهاب عن المنظومة العالمية، لذا كان للعراقيين وقفة ترحيب بالوفد الإعلامي السعودي، ومنذ شهر وهم يرحبون بالفريق السعودي بشعار (#دارك_يالاخضر)، وسيعرف السعوديون والعالم كرم العراقيين، وربما لمباراة كرة القدم وقع أكبر من السياسة، وهل نرى في الصحافة السعودية، أعمدة تنصف الواقع العراقي؟ هذا ما ننتظر من الأشقاء.