صوتها – بغداد
يقول الكاتب الاميركي ديفيد إكس، في تقرير نشره في موقع “ديلي بيست”، إن البنتاغون تضغط على الحكومة العراقية لاسترداد الدبابات الأمريكية التي سيطرت عليها “المليشيات المدعومة من إيران”، إلا أن وزارة الدفاع لم توضح عدد الدبابات التي تم استرجاعها حتى الآن.
ويشير إكس إلى، أن “المليشيات العراقية وضعت يدها على تسع دبابات متقدمة من نوع “أم-1” في بداية عام 2015، حيث اعترفت الحكومة الأمريكية بذلك بداية هذا الشهر”، لافتا إلى أنه مع هذا الاعتراف فإن وزارتي الدفاع والخارجية قالتا إنهما تحاولان استعادتها.
ويعلق الكاتب قائلا، إن “الضرر قد حدث في نهاية الأمر، حيث استخدمت مليشيات إيران الدبابات ضد حلفاء الولايات المتحدة الأكراد في شمال العراق”.
وينقل الموقع عن المتحدث باسم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، قوله في رسالة إلكترونية: “ندرك أن المواد التي قدمتها الولايات المتحدة ليست كلها تحت سيطرة الجهة المعنية بتلقيها”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تواصل العمل مع الحكومة العراقية، والتحرك بسرعة، والتأكد بأن المواد الدفاعية كلها عادت إلى الجهة المعنية بها”، مشيرا إلى أن الجيش العراقي استعاد عددا منها.
ويكشف التقرير عن أن دبابة “أبرامز أم-1″، البالغ وزن الواحدة منها 70 طنا، هي واحدة من الدبابات في ترسانة الجيش الأمريكي وقوات المارينز، وواحدة من أهم الدبابات التي بحوزة حلفائها.
ويفيد إكس بأنه يعتقد أن العراق حصل على 140 دبابة من نوع “أم-1” من الولايات المتحدة، بدءا من عام 2008؛ في محاولة منه لبناء فرق مدفعية، بدلا من تلك التي دمرها الأمريكيون خلال الغزو الأمريكي عام 2003، مستدركا بأن كلفة الفرقة متفاوتة، حيث يبلغ سعر الدبابة حوالي 4.3 ملايين دولار.
ويلفت الموقع إلى أنه عندما قام ما يطلق عليه تنظيم داعش باجتياح شمال غرب العراق عام 2014، فإن الدبابات كانت في وسط القتال، حيث دمر الجهاديون خمسا منها، وأعطبوا العشرات، وسيطروا على عدد منها، مشيرا إلى أن التنظيم كان حتى العام الماضي يملك عددا من الدبابات العاملة، “إلا أن ما تعرف بقوات الحشد الشعبي سيطرت على بعضها، وهي التي عناها الجيش الأمريكي”.
وينوه التقرير إلى أن “هناك فيديو على الإنترنت انتشر في كانون الثاني/ يناير 2015، أظهر “أم-1” يرفرف عليها علم كتائب حزب الله، وهي جماعة تعدها الولايات المتحدة إرهابية”، لافتا إلى أن “شريطا آخر منفصلا ظهر في شباط/ فبراير 2016، وفيه دبابة “أم-1″، وعليها علم كتائب سيد الشهداء، وهي كتيبة أخرى من الحشد الشعبي”.
ويورد الكاتب نقلا عن المتحدث باسم التحالف، قوله إن “الدبابات التي تمت استعادتها تعد جزءا من تسع دبابات كانت بحوزة الجهاديين، حيث يبدو أن الجيش العراقي زوّد الحشد الشعبي مباشرة، في خرق لشروط لعقد بيع “أم-1″”.
ويذكر الموقع أن “المليشيات الشيعية” نشرت دبابة واحدة ضد مقاتلي البيشمركة خلال المواجهات التي حدثت أثناء السيطرة على كركوك في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، وكان هذا في أعقاب إعلان حكومة إقليم كردستان عن الاستفتاء على الاستقلال، الذي لم تدعمه الولايات المتحدة، إلا أن “الأكراد يظلون حلفاءها في المنطقة، أما إيران فهي عدوتها”.
وبحسب التقرير، فإن البيشمركة دمرت في هذه الحالة الدبابة، من خلال صاروخ مضاد للدبابات صيني أو ألماني الصنع، وقامت حكومة إقليم كردستان بنشر صور للدبابة المعطوبة، بصفتها دليلا على استخدام الحشد الشعبي للدبابة الأمريكية، منوها إلى أن الدبابة المعطوبة اختفت من ساحة المعركة، حيث اتهم قادة البيشمركة الحكومة العراقية بمحاولة طمس الحقيقة، وأنها استخدمت دبابة “أبرامز” ضد البيشمركة.
ويقول إكس: “على أي حال، فإن وزارة الخارجية أكدت امتلاك الحشد الشعبي لدبابة (أم-1) من تقرير لمفتش الحملات العراقية والسورية، وجاء فيه: (في هذا الربع من العام اعترفت (وزارة الخارجية) بأن بعض المعدات العسكرية الأمريكية، التي أرسلت لدعم المهمة، بما فيها 9 دبابات (أم-1 أبرامز) وقعت في يد المليشيات المدعومة من إيران، التي قاتلت ضد تنظيم الدولة في العراق)”.
ويشير الموقع إلى أن وزارة الدفاع “البنتاغون” تضغط على العراق ليستولي على أي من دبابات “أم-1” التي في حوزة الحشد الشعبي، حيث تقول: “يجب على المتلقي لمعدات دفاعية أصلها أمريكي الالتزام بشروط استخدام المعدات، كما ورد في الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع حكومة الولايات المتحدة”.
ويبين التقرير أن الولايات المتحدة قد تتخذ إجراءات، مثل تعليق شحنات أسلحة في المستقبل، وربما أوقفت إرسال دبابات “أم-1” لقوات المدفعية العراقية.
ويختم “ديلي بيست” تقريره بالإشارة إلى أن هناك تقارير تفيد بأن شركة “جنرال دايناميكس لاند سيستمز” في ميتشغان، التي تقوم ببناء “أم-1 أبرامز”، وتعمل على تزويد قطع الغيار والفنيين للدبابات، هددت بقطع العلاقات مع بغداد؛ بسبب سيطرة المليشيات على دبابات “أبرامز”، لافتا إلى أن المتحدث باسم الشركة رفض التعليق على هذه التقارير.