سوسن الجزراوي
في خطوة تعد من اكثر الوسائل فاعلية في دعم المرأة المرشحة للانتخابات البرلمانية التي يتسابق فيها كل المرشحات والمرشحين في ماراثون سياسي وطني ، مهمته خدمة المجتمع بكافة اطيافه ، تأت مبادرة ( صوتك لها ) التي اطلقها المجلس الاعلى لشؤون المرأة ، والذي تترأس مهامه كعضو اساسي فيه ، الدكتورة شهباء العزاوي ، لتعلن جاهزيتها لتوفير كل السبل المتاحة لدعم المرأة ، بدءاً من التوعية في الأوساط النسوية حول أهمية صوت المرأة في صناعة القرار ، والحملات والمبادرات التوعوية المدنية ، ومنصات الاتصالات ، وكل وسائل التواصل الاجتماعي .
وتأت هذه المبادرة المهمة جداً ، في هذا الوقت لتكون لاعباً فاعلاً ورئيسياً ، في تعبئة النساء وتثقيفهن وتشجيعهن على دعم مرشحات يتمتعن بالكفاءة والنزاهة والقدرة على التغيير .
وكما هو معروف لدى الجميع ، فان السياسة في كثير من المجتمعات العربية ، ما زالت ساحة يهيمن عليها الرجال ، ويرون بدخول المرأة اليها ، حالة (( قلق )) حبذا لو يتم تحجيمها ! لهذا يأت دعم النساء بعضهن البعض ، كاضافة نوعية وعملية تساهم في كسر هذه الهيمنة وتمهد الطريق لتمثيل نسائي أقوى وأكثر فاعلية .
فالنساء المرشحات غالباً ما يحملن قضايا مجتمعية تخص المرأة والأسرة مثل التعليم والصحة والحقوق ومكافحة العنف ، واقرار حقوق النساء وكل مايقوي حضورها الفاعل ، من هنا يكون دعم المرأة للمرأة في الانتخابات ، عاملا حاسماً على وصول تفاصيل هذه القضايا إلى البرلمان أو المجالس المنتخبة ، حاملاً رسالة واضحة للمجتمع الذكوري ، بان النساء مؤهلات وقادرات على سن القوانين والتشريعات بكل جدارة ودقة وفاعلية ومثابرة .
وهذا من دون شك ، يعمل على تعزيز الثقة بالنفس والتشجيع على الترشح بتحدِ كبير .
لهذا فعندما ترى النساء أنهن يمتلكن قاعدة دعم نسائية قوية ، وان من يدعمهن ، نساء آمنوا بقدرتهن ، فهذا يشعرهن بثقة أكبر في خوض المعترك الانتخابي الصعب ، ما يرفع بالتالي من عدد المرشحات ، ويجعل الحياة السياسية مليئة بالتنوع ، اضافة الى خلق نوع من النساء المتسلحات بكل اسلحة المواجهة الفكرية والسياسية الناجحة .
وبلا شك فان هذا الدعم النسوي ، قادر على خلق نماذج ناجحة يحتذى بها ، فالمرأة التي تصل إلى موقع قيادي بدعم من النساء ، تصبح نموذجاً ملهمًا للأخريات ، كما ان وصولها هذا يحملها مسؤوليات كبيرة تجاه ناخباتها ، مما يفتح الأفق أمام أجيال جديدة من الفتيات والنساء الطامحات للقيادة لمواجهة الصور النمطية والمجتمعية التي فرضت لعقود طويلة وكأنها ( تابوهات ) جاهزة تضع المرأة في زاوية صغيرة حددها الرجل .
ويعد الدعم النسائي المتبادل في الانتخابات ، رسالة قوية ضد الصور النمطية التي ترى أن النساء غير قادرات على القيادة أو انهن لا يستحققن الثقة السياسية .
لذا فان دعم النساء لبعضهن البعض ، يشكل شبكة أمان تضامنية في وجه التهميش والاقصاء والتمييز ، وصرخة كبيرة بوجه هذه التحديات البالية ، وهو بالتالي خطوة استراتيجية نحو مجتمعات أكثر عدلاً وتوازناً وانصافاً ، فكل صوت نسائي يمنح لامرأة مرشحة هو استثمار في تمثيل يعكس واقع المجتمع بكل تنوعه ، ويؤكد ان قوة النساء تكمن في وحدتهن وعدم تشتيت اصواتهن هنا وهناك .
مجلة صوتها تصدر عن منتدى الاعلاميات العراقيات