صحة القلب أساسية للحفاظ على الصحة العامّة للجسم والوقاية من الأزمات القلبية، التي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان. ويُلاحظ أنَّ النسب المرتفعة لأمراض القلب مكانها الولايات المتحدة الأميركية، وربما قد تكون بسبب نمط الطعام غير الصحي. هذا وترتفع فرص حدوث أمراض القلب، مع التقدُّم في العمر. فكيف نُحافظ على صحَّة قلوبنا؟ سؤال حملته “سيدتي نت” إلى الإختصاصي في الطوارئ، والصحة العامَّة الدكتور بلال كرامي.
الذبحة القلبية
تحدث فجأةً، فيشعر المصاب بألم في الصدر، وتنميل في الكتف واليد اليسرى، ليمتدّ هذا الألم إلى الرقبة. تشمل عوارض الذبحة القلبيَّة الإضافيَّة: التعرّق البارد والغثيان والدوار، وقد تترافق هذه العوارض مع ارتفاع في الضغط أو هبوطه، بحسب مكان الذبحة، ممَّا يستدعي طلب الإسعاف سريعًا. ويستحسن أن يُرافق المصاب بالذبحة أحد المقربين منه بحسب د. كرامي، لأنَّه يكون أكثر تعرُّضًا لأن تتوقَّف نبضات قلبه في أيَّة لحظة، أو لحدوث عدم انتظام دقات القلب، ممَّا قد يُدخِل المريض في غيبوبة.
صمَّام القلب
من الضروري أن يقوم أطبَّاء الأطفال بإجراء امتحان جسدي دقيق عند فحص الأولاد خلال المعاينة الدوريَّة؛ فعند سماع صفرة إلى جهة القلب، فتلك علامة دالَّة إلى مشكلة في صمَّام القلب. وبالتالي، مما يوجب حجز موعد لدى طبيب القلب، ليُصار إلى معاينة الطفل والتأكد من حالته.
وثمة أعراض تتشابه مع أعراض شرايين القلب، وتظهر في صفوف الأفراد المُصابين بصمَّام القلب، فيشعرون بآلام في الصدر أو بضيق في التنفس عند القيام بجهد، مهما كان بسيطًا، أو يفقدون الوعي فجأة نتيجة حدوث اختلال بنبضات القلب. وعند وجود مشاكل في صمَّام القلب، أي إذا كان هذا الأخير مغلقًا أو ضيِّقًا، لا تصل كمية كافية من الدم إلى الدماغ، أثناء الجهد.
عضلة القلب
مشكلات عضلة القلب مُزمنة، وهي قد تنتج عن التهابات حادّة تصيب غشاء القلب. ومن أعراضها: ضيق النفس أثناء بذل الجهد، وضيق النفس أثناء النوم على الظهر، والتورُّم بأسفل القدمين ما يؤشِّر إلى جود ماء تحت الجلد، وبالتالي الإصابة بمشكلة في القلب أو الكليتين.
عادات يجب التخلص منها لحماية القلب
بعض العادات اليوميَّة الشائعة تؤثِّر سلبًا في صحَّة القلب، مما يوجب التخلص منها، وهي:
1. التدخين.
2. تناول الوجبات السريعة التي تتسبَّب بارتفاع مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم، الأمر الذي يُعرِّض الفرد إلى جلطة في الشرايين.
3. الخمول. علمًا أنَّ الحركة ضروريَّة، في إطار خفض الضغط، وإذابة الشحوم وخفض الكولسترول. وبالتالي هي تُحقِّق سلامة القلب.
4. السمنة.
5. الإفراط في تناول الملح. وهذه العادة السيئة تساهم في رفع ضغط الدم.
ويُشير د. كرامي إلى أنَّ “مرضى السكري، وتحديدًا أولئك الذين يعانون من معدَّل السكر غير المنتظم أحيانًا، قد يتعرَّضون لذبحة بدون الشعور بألم في صدورهم، لأنَّ هذه الفئة من المرضى تُعاني من صعوبة الإحساس بالأعراض، وهو ما يستوجب الانتباه إلى أيَّة أعراض ظاهرة”.
تأثير الانفعالات العاطفيّة على صحة القلب
يغيب الإثبات العلمي الذي يشرح كيفيَّة تأثير الانفعالات العاطفيَّة، والتوتر، على صحَّة القلب، لو أنَّ مجموعة من الدراسات تُلاحظ وجود رابط بين التوتُّر، ورفع ضغط الدم، وبعض الحالات المرضية التي يمكن أن تصيب القلب. لكنَّ الانفعالات العاطفيَّة التي تُترجم بالحزن لا تؤثِّر فعليًّا في القلب، إلَّا في حالة مرضيَّة تسمَّى بـ”متلازمة القلب المنكسر”، وذلك حين يشعر الفرد في لحظة انفعاليَّة فجائية بأعراض أمراض القلب.مع الإشارة إلى أنَّ هذه الحالة تتطلَّب التوجُّه إلى الطوارئ. وهي تولِّد التشنُّج الحادّ في عضلة الشريان القلبي، ما يتسبَّب بإغلاق هذا الأخير، لتنتج أعراض مشابهة للذبحة القلبية.
مع الإشارة إلى وجود عوامل أخرى تؤثِّر سلبًا في صحَّة القلب، وأبرزها عدم انتظام ساعات النوم، لأنَّ الساعة البيولوجيَّة تُنظِّم حركة الدم بالجسم، لذا يتعرَّض الفرد الذي يشكو من اضطرابات النوم لمشكلات في القلب بصورة أكبر.