لبوات تظاهرات تشرين.. مشاركة و شجاعة و اصرار

صوتها:انتخاب عدنان القيسي

 (ثورة الشباب) التي انطلقت منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019 ، في ساحة التحرير في بغداد لتتوسع فيما في بعد في اغلب مدن العراق الوسطى والجنوبية؛ احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب، وانتشار الفساد المالي والإداري مطالبين بتغيير الحكومة والقوانين التي تنظم عملية الانتخابات والمؤسسات التي تشرف على ذلك.

من أهم انجازات التظاهرات مشاركة المرأة العراقية و بقوّة رغم الرصاص والاختطاف والقتل وارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى.. المرأة اثبتت للعالم اجمع حجم تاثيرها من خلال الادوار التي قامت بها كناشطة واعلامية وفنانة و مسعفة و حقوقية  و غير ذلك .. مجلة صوتها حاورت عدد من النساء اللواتي شاركن في التظاهرات ..

النساء في صدارة الاسعافات الاولية..

رؤى الزبيدي ناشطة في المجتمع المدني وصفت تجربتها في توفير الاسعاف الفوري للجرحى بالمهمة الصعبة والانسانية لما لها من اثر كبير في نفوس المتظاهرين سيما ان من تقوم بالاسعاف امرأة  وسط توتر امني و استخدام للرصاص الحي والغاز المسيل للدموع .. تقول رؤى لم اتخيل انني ساعمل في هذا المجال لكن ما شاهدته يوم 25 اكتوبر من استهداف واضح للمتظاهرين  زاد من عدد الجرحى والقتلى جعلني امام مسؤولية ان يكون لي دور في المساندة ورفع المعنويات وتوفير ما يمكن توفيره من اسعافات و تضيف رغم قلق عائلتي ورفضهم لتواجدي المستمر منذ الايام الاولى للتظاهرات ولغاية الان خوفا منهم على سلامتي الا انني لم اشعر بوجودي كانسانة فاعلة ومؤثرة الا و انا امارس مهمة الاسعاف لاخوتي وابنائي من المتظاهرين رغم قساوة ما شاهدت من قصص و حالات تدمي القلب.

التكتك يتميز نسويا و ميدانيا

المحامية رجاء عبد علي  تحدثت عن الانفجار الذي حصل في ساحة التحرير نتيجة عبوة ناسفة زرعت في احدى السيارات المتواجدة في الساحة و ما ترتب عن هذا الانفجار من ضحايا و تخريب للممتلكات العامة بالاضافة الى تعرض تكتك احد المشاركين في التظاهرات الى الاحتراق واضافت ما قمنا به من نشر لصور الاضرار التي حصلت خاصة لاحد اصحاب التكتك التي هي سيارة صغيرة استخدمت خلال التظاهرات لنقل الجرحى و تقديم المساعدات) فاجأتنا الكاتبة والاعلامية دكتورة نبراس المعموري بجمع التبرعات و شراء تكتك جديد كون من يملك هذا النوع من السيارات من الشريحة الفقيرة في المجتمع العراقي ولا يملكون مصدر معيشة غير هذه الوسيلة و رغم ان المبلغ لم يكن قليلا الا انها استطاعت ان تسعف الموقف بمبادرة انسانية رائعة ليس بالجديد عليها وهذه المبادرة تعكس حجم المسؤولية التي تتحلى بها المراة العراقية التي توصل رسالة انسانية و وطنية رائعة.

لاعبة من ذوي الاعاقة مشاركة بامتياز..

اماني نصار .. لاعبة رماية من الناصرية رغم انها تعاني من أعاقة لكن هذا لم يمنعها من الوقوف جنبا إلى جنب مع إخوانها المتظاهرين و تحدثت اماني لصوتها بالقول: لابد من كسر القيود التي فرضت علينا ومشاركتنا في التظاهرات اساس لكسر تلك القيود حيث ساهمنا في تقديم الدعم النفسي لإخواننا الشباب ليكن لهم حافز للمضي قدما نحو تحقيق، واضافت: كنا حريصات على التواجد يوميا لاسيما ان شريحتنا من ذوي الاعاقة عانت كثيرا من التهميش من قبل الحكومة ولا يوجد إي دعم لنا لذا نحن نطالب بحقوقنا وسنظل نطالب لغاية تحقيق العدالة ودولة المؤسسات.

الصحفية منار الزبيدي من محافظة الديوانية تؤكد ان للاعلام دور مهم في دعم التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية و نقل الحقائق بكل شفافية وواقعية للجمهور والى جميع البلدان و اشارت منار لدورها في رصد الانتهاكات ضد المتظاهرين و مشاركة النساء ومبادراتهن في المظاهرات و نشرها في مواقع صحفية رصينة و توظيف صفحاتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك و تويتر” للتغطية المستمرة من ساحات المظاهرات. وتوثيق الإحداث بالصور، و الفيديوهات وإرسالها الى وسائل إعلام أجنبية عبر خدمات التواصل الاجتماعي و اشارت منار ان  دورها لم يقتصر على التغطية الاعلامية فحسب فقد كانت لها بالمشاركة مع زميلاتها الناشطات مبادرات مدنية أبرزها مبادرة عراقيات للتغيير والهادفة إلى تحشيد النساء، ونشر مفاهيم الأمن والسلم المجتمعي .

المكونات الاصيلة .. الوطن للجميع..

الناشطة وايليت كوركيس عضو سكرتارية تحالف 1325  وإحدى المشاركات في التظاهرات قالت : يتحرر الإنسان من كل قيود التبعية والانقياد عندما يعرف نفسه وما هي حقوقه الطبيعية والدستورية، وما هي القيود التي يلقيها الآخرون على عاتقه طوال الوقت و تتحدث وايليت عن تجربتها في التظاهرات كونها عضو في لجنة المفاوضات وبناء السلام التي تضم شخصيات نسوية من المنظمات المنضوية تحت مظلة تحالف1325 بانها ساهمت في عقد اجتماعات للاستماع إلى مطالب المتظاهرين من داخل خيم الاعتصامات في ساحة التحرير لتقريب وجهات النظر بين المتظاهرين وبين الحكومة وهيئة الامم المتحدة وبناء جسور التفاهم من أجل الوطن والتغيير وإحقاق الأمن والسلام والاستقرار والعدالة الاجتماعية اضافة الى جمع التبرعات لشراء احتياجات المتظاهرين بالمواد والأدوية لإسعاف المتظاهرين الذين تعرضوا الى العنفو اختتمت كوركيس حديثها بتوجيه نداء لكل نساء العراق بالقول (استعيدي ايتها اللبوة مكانتك في جميع الميادين وارفعي صوتكِ واثبتي وجودك فالوطن لكِ وللجميع).

شاهد أيضاً

علياء الحسني.. الكتابة سري الكبير وعشقي الذي كلما غادرته رجعت له بحماس

ابنة الاختصاص كما يطلق عليها فتفوقها بالعمل الحقوقي والقانوني جعلها متميزة بين قريناتها المحاميات ، …

error: Content is protected !!