تحت شعار ( الوثيقة هوية وطن) ..دار الكتب والوثائق تعقد مؤتمرها السنوي بمناسبة يوم الوثيقة العربية

برعاية معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار أ.د. أحمد فكاك البدراني، وبإشراف المدير العام لدار الكتب والوثائق السيد بارق رعد علاوي، عقدت الدار، اليوم الخميس، مؤتمرها السنوي تحت شعار (الوثيقة هوية وطن)، بحضور رئيس المجمع العلمي أ.د. محمد حسين آل ياسين، ومستشار رئيس الوزراء د. عارف الساعدي، والمدير العام لدائرة الشؤون الإدارية والمالية في الوزارة د. علي رضا، والمدير العام لقصر المؤتمرات د. منتصر الحسناوي، ومدير دار المخطوطات د. أحمد العلياوي، ونخبة من الأساتذة الأكاديميين والباحثين والمثقفين.

استُهلّ المؤتمر بافتتاح معرضٍ خاص بالوثائق النادرة، التي جسّدت حقباً زمنيةً مهمة من تاريخ العراق، تلاه عرضُ فيلم وثائقي قدّم رحلةً بصريةً مؤثرة في عالم ترميم الوثائق، والجهودِ الحثيثةِ التي تبذلها الدار في جمعها وتصنيفها وحفظها للأجيال القادمة.

وفي كلمته، بيّن السيد علاوي أنّ الوثيقة ليست مجرّد أوراقٍ أو سجلّاتٍ، بل هي شاهدٌ على مسيرة الشعوب وبناء الدول، وهي نبضُ الأمة وذاكرتُها الحيّة التي تحفظ هويتها، وتصون ماضيها، وتوجّه حاضرها نحو المستقبل، مشيراً إلى أنّ الدار كانت وما زالت حارساً أميناً لأرشيف الدولة العراقية وركناً أساسياً في حماية الهوية الوطنية.

وبيّن الاستاذ الدكتور آل ياسين، أهمية الوثيقة بوصفها مصدراً موثوقا للمعلومات، وأنّها لا تقتصر على الورق فحسب، بل تمتد إلى الوثائق الصورية والصوتية والمرئية، التي تمدّ الباحثين بمعلوماتٍ يُعتمد عليها في الكتابة والدراسة، شاكرا في الوقت ذاته اهتمام الدار البالغ بالأرشفة وحفظ الوثائق.

من جانبه، استذكر الدكتور العلياوي، المأساة التاريخية التي مرّ بها العراق بعد عام 2003، والمتمثلة بالهجمة الإجرامية على التراث الثقافي وذاكرة العراق الحيّة في دار الكتب والوثائق ودار المخطوطات والمتحف الوطني، داعياً الجميع إلى استشعار المخاطر، والسعي لتحصين مؤسساتنا وتطوير قدراتنا الوظيفية في مجال حفظ الوثائق، وأن تكون هذه المناسبة منطلقًا للعمل الجاد في هذا الاتجاه.

ومع انطلاق المؤتمر، الذي تولّى إدارة جلساته الشاعر مضر الآلوسي، قدّم عميد كلية الإعلام بجامعة بغداد سابقا أ.د. هاشم حسن، ورقته البحثية الموسومة (أهمية محتوى وسائل الإعلام في توثيق الحوادث والوقائع)، مشيرًا إلى أنّ الإعلام شريكٌ فاعل في حفظ الذاكرة الجمعية وتوثيق الأحداث والوقائع لحظةً بلحظة، لا سيما دور الصحافة الاستقصائية في هذا المجال.

وقدّمت أستاذة تقنيات المعرفة في الجامعة المستنصرية، أ.د. انعام الشهربلي، ورقة بحثية بعنوان (الوثيقة هوية وطن: دراسة تحليلية)، كشفت فيها عن أهمّ نظريات وقوانين حفظ الوثائق، وأبرزت أهمية الوثيقة بوصفها مرآةً للهوية الوطنية وجسرًا يصل الماضي بالحاضر، ثمّ قدّم الباحث الأكاديمي الأستاذ حسين محمد عجيل ورقةً بعنوان (وثائق الكرملي في أدب الرسائل: ذاكرة ثقافية للوطن ومحيطه)، مسلّطًا الضوء على مراسلات الأب أنستاس الكرملي وأثرها في توثيق الأحداث التي أسهمت في تعزيز الوعي الثقافي والمعرفي.

وخلص المؤتمر في مخرجاته إلى أهمية سنّ تشريعاتٍ ولوائح تنظّم أساليب وطرائق الحصول على المعلومات، ووضع استراتيجية خاصة بالحفظ الرقمي درءاً لعمليات الاحتيال الإلكتروني، وحمايةٍ للحقوق الملكية الفكرية، فضلاً عن تعزيز مسارات الشفافية والمساءلة في إدارة الوثائق.

وفي ختام المؤتمر، تمّ تكريم المشاركين بشهاداتِ تقديرٍ ودروعٍ رمزيةٍ عرفانًا بجهودهم العلمية، كما جرى تكريم عدد من الموظفين العاملين في المركز الوطني للوثائق تقديراً لجهودهم المتميزة في أداء مهامّهم المتعلقة بحفظ الوثائق.

شاهد أيضاً

زيارة وفد دبلوماسي سويسري إلى مدينة بابل الأثرية

تتواصل الزيارات الرسمية للمسؤولين العرب والاجانب للمواقع الأثرية في العراق للاطلاع على شواهد حضارات العراق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!