نحو عالم اكثر سلاماً( نوبل ) تتوج ابطالها

سوسن الجزراوي

في عام 1901 ، تم منح جائزة نوبل للسلام مناصفة بين الفرنسي ( فريدريك باسي ) والسويسري ( جان هنري دونان ) ، وقبل ايام منحت جائزة ( السلام ) هذه للفنزويلية ) ماريا كورينا بارسيكا ) وهي سياسية بارزة في بلدها وكانت لها صولات كبيرة في مقارعة الصراعات القاسية التي تستهدف الانسان ، كما انها مهندسة ايضا ، وقد حصلت على هذه الجائزة عن عملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية ، مجسدة الأمل في مستقبل تُصان فيه حقوق المواطنين .

وخلال 124 عاماً ، بقيت جوائز نوبل تُمنح لمن يستحقها ، وبقي السلام يكافئ ، كذلك كانت الحرب من جهة اخرى ، تدور رحاها لتسحق وتبطش وتقتل وتهدّم وتفني ، لكن لا جائزة لمجرميها وصنّاع المعارك والنزاعات المسلحة ! لا جائزة لمن يستهين بالارواح والاحلام والسلام ، حتى وان اعتقد الكثير ان ( المجرم ) في امان ومازال في كثير من دول العالم ، ملتصقاً بكرسيه ، حاملاً صولجانه ، مختالاً وهو يسطر بالدم اسماء تلك البقاع التي هدّمها واجهز على اهلها !

وكما هو معروف ، فان جوائز نوبل هي جوائز سنوية تُمنح للمثقفين في مختلف العلوم والأدب والبحث العلمي ، وتُعتبر من أهم الجوائز العالمية ، ولان السلام هو منجز مهم لايقل باهميته عن اي اختراع او ابتكار ، جاءت ( نوبل ) لتنتقيه ضمن من تفتخر بهم .

وبغض النظر عن قيمة الجائزة والتي تُقدر بحوالي 11 مليون كرونة سويدية ، لانها عادة تمنح في السويد والنرويج ، أي ما يعادل مليون دولار أمريكي ، فان الاهمية الاكبر تكمن في ان من يستحقها قد لاتكفي ملايين الدولارات لتكافئ منجزه ، نعم فالمخترع والمستكشف والعبقري والذي ينهي الصراعات والحروب ، هؤلاء هم اثمن من كل الملايين هذه .

وتمنح عادة جائزة نوبل للسلام ، للجهود المتميزة في تعزيز السلام والتعاون الدولي ، ومن ابرز من حصل على هذه الجائزة من الزعماء العرب ، محمد أنور السادات الذي فاز بجائزة نوبل للسلام عام 1978 لجهوده في تحقيق السلام في الشرق الأوسط ، كذلك ياسر عرفات عام 1994 لجهوده في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، وهنالك ايضا محمد البرادعي الذي حصل على الجائزة لجهوده في منع انتشار الأسلحة النووية ، و توكل كرمان التي حصلت على الجائزة لجهودها في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في اليمن ، اضافة الى زعماء من غير العرب كانت لهم بصمة مهمة في سفر السلام مثل نيلسون مانديلا الثائر الكبير الذي حصل على الجائزة لجهوده في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ، ومالالا يوسفزاي والتي حصلت على الجائزة لجهودها في تعزيز حقوق الفتيات والنساء ، واسماء اخرى قد لاتكفي هذه البقعة لاحتوائهم . وكما هو متعارف عليه ، فالجوائز تمنح لأفضل المؤدين ، وهكذا تأت جائزة نوبل للسلام لتعزيز الامن العالمي ، فكما اللاعبين والفنانين والمبدعين ، فهي تشجع القادة على المضي بخطوات تنافسية الهدف منها ، تعزيز السلام العالمي من خلال الاعتراف بالجهود المتميزة للأفراد والمنظمات ، وهي تعد بمثابة تشجيع على العمل الذي يستهدف خلق بيئة آمنة للعيش فيها .

وتم تصنيف هذه الجائزة على انها حالة من تقدير الجهود الإنسانية المتميزة في مجال السلام والتعايش الانساني ، وبهذا فهي تعد تعزيز للوعي العالمي بقضايا ( السلام والتعاون الدولي ) .

وكمرآة عاكسة لما تقدم ، فان تأثير جائزة نوبل للسلام ينصب في بعض القضايا مثل تعزيز الدبلوماسية وتشجيع الحوار والتفاهم المتبادل بين الأفراد والمجتمعات ، والاهم هو ترسيخ مفهوم حقوق الإنسان واحقاق العدالة الاجتماعية ، وبالتالي تعزيز الاستقرار عالمياً .

شاهد أيضاً

الامان الوظيفي في القطاع الخاص

سوسن الجزراوي في نظرية تكاد تكون الاقرب الى الواقع الذي نعيشه ، يعتقد الكثير ممن …

error: Content is protected !!