في السنوات الأخيرة، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي انتشارًا واسعًا في العراق، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب اليومية. ومع تزايد الاعتماد عليها في التواصل الاجتماعي، الترفيه، والتعليم، بدأت تظهر آثار ملحوظة على السلوكيات الفردية والاجتماعية لهذه الفئة العمرية.
انتشار وتأثير منصات التواصل
تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن أكثر من 70% من الشباب العراقي بين 15 و30 عامًا يستخدمون منصات مثل فيسبوك، انستغرام، وتيك توك بشكل يومي. هذه المنصات تقدم فرصًا كبيرة للتواصل وتبادل المعلومات، لكنها في الوقت ذاته تثير تحديات اجتماعية ونفسية.
التأثيرات الإيجابية
يؤكد عدد من الشباب المشاركين في استطلاعات الرأي أن وسائل التواصل تساعدهم على التعلم وتبادل الخبرات، وتنمية مهاراتهم في التكنولوجيا واللغة، بالإضافة إلى تعزيز الانفتاح على ثقافات وأفكار مختلفة. كما أن هذه الوسائل تعتبر أداة قوية للتعبير عن الرأي والمشاركة المجتمعية، خصوصًا في الأحداث السياسية والاجتماعية.
التأثيرات السلبية
مع ذلك، رصد خبراء نفسيون واجتماعيون تأثيرات سلبية متعددة، أبرزها:
• الانعزال الاجتماعي: الاعتماد المفرط على العالم الافتراضي يقلل من التواصل المباشر مع الأسرة والأصدقاء.
• تغيير السلوكيات والقيم: بعض المحتويات غير المناسبة قد تؤثر على القيم الأخلاقية والسلوكيات اليومية للشباب.
• الإدمان الرقمي: قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات يؤدي إلى اضطرابات النوم، وقلة التركيز، وزيادة التوتر النفسي.
تحديات المجتمع والأسرة
تواجه الأسرة والمجتمع صعوبة في ضبط استخدام الشباب لهذه المنصات، نظرًا لطبيعة هذه التطبيقات وسهولة الوصول إليها. ويشير باحثون إلى ضرورة تطوير برامج توعية للشباب حول الاستخدام الأمثل، إضافة إلى تشجيع الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تقلل الاعتماد على العالم الافتراضي.
يبقى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب العراقي ظاهرة مزدوجة الجوانب، تجمع بين الفوائد والتحديات. ولتحقيق استفادة حقيقية من هذه المنصات، ينبغي على الجهات التعليمية، الأسر، والمجتمع المدني العمل بشكل متكامل لتوجيه الشباب نحو استخدام مسؤول ومثمر للتكنولوجيا الرقمية.
مجلة صوتها تصدر عن منتدى الاعلاميات العراقيات