تحت شعار (إيزيديو العراق أبديون في القلب، متجذرون في الأرض)، رعت وزارة الثقافة والسياحة والآثار فعاليات إحياء الذكرى الحادية عشرة للإبادة الإيزيدية التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية، وذلك اليوم الجمعة الأول من آب 2025.

حيث نظم قسم التنوع الثقافي في الوزارة، بالتعاون مع فريق (سأصنع ذاتي) وناشطات إيزيديات من سنجار، وبدعم من المركز الثقافي البغدادي، وقفة وفاء واستذكار وطني وإنساني، احتضنتها قاعة علي الوردي داخل المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي وسط العاصمة بغداد.

أدار جلسات الفعالية رئيس فريق “سأصنع ذاتي” الدكتور خالد البصيصي، بحضور المدير العام لدار الكتب والوثائق وكالةً السيد بارق رعد علاوي، ومدير قسم التدريب والتطوير في الوزارة الدكتور طرفة ياسين طه ونخبة من الأدباء والمثقفين والناشطين والمهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي  وتم خلالها تسليط الضوء على معاناة الضحايا والناجين، عبر شهادات حية قدّمتها كل من الناشطتين الإيزيديتين سهام دخيل ولافا شنكالي، مع التأكيد على أهمية تعزيز الهوية الثقافية الإيزيدية، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بشأن فاجعة الإبادة التي لحقت بهذا المكون الأصيل، وترسيخ قيم التضامن الإنساني ضمن الجهود الوطنية لحماية التنوع الثقافي في العراق.

و أكدت مديرة قسم التنوع الثقافي السيدة غيداء محمد علي، أن ما تعرّض له الإيزيديون في الثالث من آب عام 2014 يُعد من أبشع الجرائم في التاريخ المعاصر، حيث راح ضحيته أكثر من خمسة آلاف شخص بريء، وتعرض أكثر من ستة آلاف امرأة وطفل للاختطاف والتعذيب، ولا يزال عدد كبير منهم في عداد المفقودين مشيرة إلى أن وزارة الثقافة تقف بكل التزام وإنسانية إلى جانب هذه القضية، وستواصل توثيق المأساة الإيزيدية وضمان بقائها في صميم الوعي الوطني والذاكرة العراقية.

من جانب آخر، قدّم كل من الدكتور خالد البصيصي، والمستشار النفسي محسن العلي، والمؤرخ العراقي المعروف ستار الجودة، مداخلات علمية وتحليلية ذات أبعاد إنسانية، جسّدت حجم المعاناة التي مرّ بها هذا المكون الذي يُعدّ جذرًا حضاريًا عميقًا يروي جزءًا من هوية ووجدان العراق المتعدد.

وتواصلت فقرات البرنامج الثقافي بكلمات ترحيبية وتأبينية قدّمها عدد من الأدباء والناشطين، ومعرض للصور الفوتوغرافية وثّق معاناة النساء الإيزيديات، إضافة إلى عروض فنية وموسيقية قدّمتها فرق شبابية إيزيدية، واختُتمت الفعالية بتوزيع الدروع والشهادات التقديرية للمشاركين والداعمين.

ثم انطلقت مسيرة رمزية إلى ضفاف نهر دجلة، حيث أُلقيت الورود الحمراء في المياه، في مشهد تعبيري يرمز إلى الخلود والوفاء واستمرار الذاكرة رغم الغياب.