عصمت شاهين الدوسكي

مَن تُنادي يا عاشِقَ الأَرضِ ..؟
الرِّجالُ رَحَلوا شُهَداء
ناطِحَةُ السَّحابِ عَلَتْ
وأَصبَحَ الفَقرُ نَصيبَ الفُقَراء
الخَرابُ في النَّفسِ
كَشَظايا الزُّجاجِ على الرَّمضاء
أَغرَقُوا النّاسَ عَنوَةً
ثُمَّ رَفَعُوا بَراءَةً بَيضاءَ
أَحرَقُوا القُلوبَ الجَميلَةَ
ثُمَّ رَفَعُوا صُوَرَ العَزاء
مَن تُنادي يا عاشِقَ الأَرضِ ..؟
رِجالٌ تَحتَ الأَنقاضِ سَواء


مَن يَسْمَع يا عاشِقَ الوَطَنِ
العُظَمَاء تَحْتَ الرٌكَام سَوَاء
المُفَكِّرونَ والطَّيِّبونَ والكُرَماء
والمبدعون عبروا إِلى أَوطانٍ بَعيدَةٍ
بَنَوا بُيوتًا مِن رَحِمِ الغربة وسقفها البيداء
إلَى مَنْ تَصْرُخ ؟
الجُوعُ عَلَى ظِلالِ الأرصِفَة
والحِرمانُ مَلِكاُ عَلَى الضُعَفَاء
جُثَثٌ فوقَ بَحرِ النِّفطِ تمشِي
تَلهَثُ مِنَ الظَّمَأِ، مِنَ النِّداء
الفاسِدونَ، الطّامِعونَ، المُنافِقونَ
يَحمِلونَ مَفَاتِيْحَ الوَلاء
بَمَرَايَا لا تَعْكِس الأشْيَاء


أيُهَا المَوْجُوع مَنْ تَنْشُد ؟
الفُرسانُ هاجَرُوا الجرداء..؟