يعتبر جهاز المناعة البشري معقدًا للغاية، حيث ينتج الجسم يوميًا حوالي 100 مليار خلية مناعية لحمايتنا من مختلف مسببات الأمراض.
لكن الأمر المثير هو أن النساء يتمتعن بجهاز مناعة أقوى مقارنة بالرجال، والسبب يعود بالأساس إلى العوامل الوراثية والهرمونية.
أحد العوامل الرئيسية التي تعزز المناعة لدى النساء هو وجود الكروموسوم X، الذي يحتوي على معظم الجينات المرتبطة بالجهاز المناعي.
بينما يمتلك الرجال كروموسوم X واحدًا وكروموسوم Y، تمتلك النساء نسختين من كروموسوم X، مما يوفر لهن مرونة أكبر في تفاعلات الجهاز المناعي.
ووفقًا لبودو غريمباشر، الباحث في مركز نقص المناعة المزمن بمستشفى فرايبورغ الجامعي، فإن النساء أقدر على مقاومة العدوى، لكنهن في المقابل أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل مرض هاشيموتو والذئبة والتصلب المتعدد، نتيجة الضغط الزائد على جهاز المناعة.
من جهة أخرى، تلعب الهرمونات الجنسية دورًا كبيرًا في هذا الفارق، فالهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجستيرون تعزز استجابة الجهاز المناعي، في حين أن هرمون التستوستيرون الذكري يثبط المناعة جزئيًا.
هذا ما يفسر لماذا تعاني النساء بشكل أكبر من آثار جانبية للقاحات مقارنة بالرجال، رغم أنهن يحصلن على وقاية أفضل بعد التطعيم.
وقد أظهرت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للآثار الجانبية بعد لقاح كوفيد-19 مقارنة بالرجال، لكن بالمقابل يتمتعن بحماية أفضل على المدى الطويل.
ومن اللافت أن تأثير الفروق المناعية بين الجنسين لم يؤخذ في الاعتبار بشكل كافٍ في الجرعات الدوائية أو أساليب العلاج حتى الآن.
ويشير ماركوس كورنبرغ، مدير مركز طب العدوى الفردي في هانوفر، إلى أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى المزمنة مثل التهاب الكبد B، بينما تتفاعل أجساد النساء بشكل أكثر قوة تجاه العدوى واللقاحات.