صوتها: رند بهاء جليل
هل اصبحت ثغرات العالم الافتراضي اكثر سهولة في الاختراق؟ ام ان الشاب المتمرس قادر على الايقاع بضحيته وهي بكامل وعيها وارادتها؟
بكلا الحالتين، حالات الابتزاز الالكتروني تزداد يوما بعد يوم، ورغم جميع التحذيرات وندوات التوعية بهذا الصدد مازلن الفتيات يعدن نفس الاخطاء، ورغم الاجراءات القانونية الصارمة بحق المبتز مازال المبتزون يعولون على صمت الفتيات وخوفهن من الشكوى، حتى ان بعضهم انشأ قنوات خاصة لفضح الفتيات تتداول صورت ومقاطع فيديو وملفات صوتية مثل قناة “فضائح بنات بغداد” على موقع تليغرام والتي لا نعلم لماذا لم يتم اغلاقها حتى الان.
تقول “زينب علي” وهي احدى ضحايا الابتزاز الالكتروني، “لقد تعرضت للاختراق الالكتروني عبر احدى حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، تم اخذ جميع الصور الخاصة، ثم جرى تهديدي بنشرها ما لم ادفع مبلغا من المال، دفعت للمرة الاولى لظني بانني ساوقف الامر عند هذه النقطة، الا انه استمر بابتزازي كل فترة ومجبرة انا للدفع له بكل مرة .
اما (خ.م)، فتقول “تعرفت على شاب من خلال احد المواقع، وقد تطورت العلاقة بيننا، واخذت مديات واسعة، وقد وعدني بالزواج، وكنا نخطط لحياتنا المستقبلية معا بتفاصيلها، فصدقته، وكان يطلب مني ان ارسل له بعض الصور والفيديوات الخاصة، بحجة انه مشتاق لرؤيتي وانه يجب علي الوثوق بزوجي المستقبلي وما الى ذلك من جمل رنانة قد توقع الفتيات، وكان يطلب المال مني احيانا فاعطيه، وما ان رفضت مرة تزويده بالمال حتى كشر لي عن انيابه وهددني بكل الصور والفيديوات التي لديه، لم اتمالك نفسي عندها، لكنني حاولت ان اسيطر على الموقف وجاريته الى ان استعنت باحدى المجاميع الخاصة التي تحارب الابتزاز وقد قاموا فعلا بمساعدتي باختراق جهازه ومسح ملفاته مقابل مبلغ من المال”.
من جهته يرى الشاب احمد كريم، ان مشكلة الفتيات هي خضوعها لاول ابتزاز عندما يطالبها حبيبها بارسال صورتها له او خسارته، عندها سيعرف مقدار ما ستقدمه خشية خسارته وسيبدأ باستغلالها لانها ما ان ترسل صورا وفيديوات لها فقد ضمن سيطرته عليها باي موضع شاء.
بدوره، اوضح احمد الغالب، وهو احد الشخصيات المعروفة بمحاربة الابتزاز الالكتروني، ان “هنالك من حالتين الى ثلاث حالات ابتزاز يومياً يتم معالجتها وحذف الصور ، والوصول الى المخترق احيانا لتسليمه الى الجهات المختصة”، داعيا الفتيات الى الحذر والاخذ بسبل الوقاية في التعامل مع مواقع التواصل الالكتروني، والا يقمن بفتح اي رابط مرسل من مجهول وتأمين حساباتهن عبر الطرق المتاحة في المواقع قدر الامكان .
الى ذلك، ومع تطور سبل الاختراق للمواقع والاجهزة الالكترونية، وتنوع طرائق الابتزاز ووسائله، عملت الحكومة العراقية للحد من هذه الظاهرة، متعاملة مع الابتزاز الالكتروني جريمة يعاقب عليها القانون باقسى العقوبات.
كما انها كلفت جهاز “الامن الوطني” بهذه المهمة ، وانشأت قسم الجريمة الالكترونية ، وحددت ارقام هواتف لتلقي شكاوى الابتزاز الالكتروني (٥٣٣ او ١٣١).
وقالت وزارة الداخلية عبر وسائل اعلامها في مقال ، انه “في حال تعرض أي شخص للتهديد عبر حسابه من مجهول او ابتزاز من خلال صور او كلام معين ، وسواء كان المبتز رجلا ام امرأة ، او كان الحساب وهمي ام حقيقي ، ما عليكم الا الاتصال بالرقمين ٥٣٣ -١٣١ ارقام الجهاز الامني مديرية الجرائم الالكترونية”، مؤكدة ان هناك فريق عمل متخصص ومتدرب دولياً ومزود بأحدث البرامج والاجهزة لرصد وردع هذا النوع من الجرائم ، مبينة انه سيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة بطرق الكترونية دقيقة جداً لتحديد وإلقاء القبض على الهدف بالسرعة الممكنة.
من جهتها، نشرت الشرطة المجتمعية على موقعها في الفيس بوك أن الابتزاز الالكتروني هي (جريمة سلاحها الخوف من الفضيحة) ، وقامت بعدة حملات توعوية حول الابتزاز الالكتروني وكيفية تأمين الحساب الشخصي للمستخدم، وتشخيص طرق الوقوع فريسة الابتزاز الالكتروني.
يشار الى ان المشرع العراقي اعتبر
الابتزاز الالكتروني جريمة يعاقب عليها القانون وفق المادة ٤٣٠ من قانون العقوبات والتي قد يعاقب بها المبتز بالحبس مدة تصل الى ٧سنوات .