
بغداد/ مجلة صوتها
د.محمد وليد
اختتمت كلية الإعلام في الجامعة العراقية مؤتمرها العلمي السنوي التاسع بنسخته الدولية الثالثة الموسوم (الذكاء الاصطناعي في الإعلام: آفاق الابتكار وتحديات الحوار الثقافي) بمشاركة عراقية وعربية واسعة من باحثين أكاديميين وخبراء ومختصين امتدت فعالياتها على مدى يومين 23- 24 نيسان الجاري.

وقال الأستاذ الدكتور إيثار طارق خليل العبيدي عميد الكلية ورئيس المؤتمر في تصريحه لــ”مجلة صوتها” (يأتي هذا المؤتمر برعاية معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي، واشراف رئيس الجامعة العراقية الأستاذ الدكتور علي صالح حسين الجبوري، وبالتعاون مع البنك المركزي العراقي وعدد من الجهات الراعية واستمرارها في تنظيم المبادرات العلمية التي تواكب التطورات المعرفية والتكنولوجية في الحقل الإعلامي).
وأوضح ان (تقانات الذكاء الاصطناعي شهدت تطورات متسارعة جعلتها جزءاً أساسياً من العمليات الإعلامية، فضلاً عن سعي الكلية إلى تعزيز الوعي الأكاديمي والمهني بهذا المجال واستكشاف إمكانيات توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل فاعل في تطوير منظومة الإعلام، من أجل الارتقاء بجودة بناء المحتوى الإعلامي وتعزيز الابتكار في صناعة الأخبار، وقد شارك في المؤتمر أكثر من (128) باحثاً وباحثة قدموا فيه (80) بحثاً تم قبول (35) بحثاً للنشر في مستوعب سكوباس العالمي و(45) بحثاً للنشر المحلي).
وقد أجمعت توصيات المؤتمر في بيانه الختامي على ضرورة تعزيز ثقافة الذكاء الاصطناعي في المجتمع وبخاصة في قطاعي التربية والتعليم عن طريق المناهج الدراسية للمراحل الدراسية المختلفة، والتأكيد على إدراج مقررات دراسية خاصة بالذكاء الاصطناعي ضمن مناهج كليات وأقسام الإعلام، فضلاً عن انشاء مراكز بحثية مختصة في هذا المجال لتعزيز المحتوى الأكاديمي ورفع مستوى الوعي العلمي بنظمه وتطبيقاته وتحدياته، وتأسيس وحدات علمية بحثية داخل كليات الإعلام تعنى بدراسة وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي الإعلامية، وتشجيع البحوث ومشاريع التخرج التي تربط بين الذكاء الاصطناعي والإنتاج الإعلامي.
وأوصى الباحثون على أهمية تحقيق التوازن بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري ضمن إطار أخلاقي واضح تحفظ للإنسان مكانته عبر صياغة سياسات تضمن التكامل وتراعي القيم الإنسانية والأخلاق المهنية، وكذلك تعزيز الوعي الرقمي بخوارزميات الذكاء الاصطناعي ونشر الثقافة المعرفية التي تسهم في فهم كيفية عملها وآليات اتخاذ القرار فيها.

واكتسب تمكين الشباب ودعمهم دوراً مهماً في المؤتمر بهدف توفير بيئة لهم من خلال ورش تدريبية مختصة وبرامج منهجية متطورة، فضلاً عن إطلاق برامج تدريبية للإعلاميين لتعزيز قدراتهم على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى وتحليل البيانات، ودعوة الجهات المعنية إلى دعم البنى التحتية لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المؤسسات التعليمية وتحقيق الاستفادة القصوى منه.

وتأكيد السعي لابتكار انظمة ذكاء اصطناعي خاصة بالمجتمعات العربية وتدريب الصحفيين على التعامل معها لمساعدتهم في إنجاز الأعمال الصحفية والكشف عن التزييف الرقمي، فضلاً عن الاهتمام بأساسيات الذكاء الاصطناعي وإصدار مطبوعات تدريبية تسهم في تعميق فهم المجتمع لتلك الأساسيات والتشجيع على استثماره.