
دعاء يوسف _ بغداد
رغم أن اختصاصي لا ينتمي بشكل مباشر إلى النقد الفني، إلا أنني أخصص شهراً من كل عام للصمت والمتابعة الدقيقة، حيث أتأمل الأعمال الفنية بنظرة نقدية متأنية. في هذا السياق، يبرز اسم علي فاضل كفنان يفرض نفسه بقوة، ليس فقط على المشاهد، بل على أي قلم صحفي، حتى لمن لا يكتبون عادة عن الفن.
إن ما يقدمه علي فاضل في أعماله ليس مجرد إنتاج تلفزيوني، بل هو تجربة فنية متجددة تستحق التقدير. فأعماله تحمل في طياتها نبض الشارع العراقي، وتعكس واقعاً قريباً من كل بيت، ما يجعلها تلامس مشاعر الجمهور بصدق. إن جودة النصوص التي يكتبها، إلى جانب الأداء المتقن للممثلين الذين يجسدون الشخصيات ببراعة، كلها عوامل تجعل من متابعة أعماله تجربة فريدة لا يمكن تجاوزها دون تسجيل انطباع أو تحليل.
ما يلفت الانتباه في أعماله هو التجديد المستمر، حيث نجده يطرح أفكاراً مستوحاة من الواقع العراقي، لكنه يعيد تقديمها برؤية إبداعية غير متوقعة. هذا التناغم بين الفكرة والتنفيذ هو ما يجعل أعماله تستحق التقدير النقدي حتى من الصحفيين الذين لا يكتبون عن الفن عادة. فكل حلقة من مسلسلاته تقدم دهشة بصرية وسردية، مما يفرض على أي متابع أن يتوقف عندها ليكتب، يناقش، أو حتى يتأمل عمقها الفني والاجتماعي.
في النهاية، يبقى علي فاضل نموذجاً لفنان قادر على تحريك الرأي النقدي، ودفع المتابعين، سواء كانوا مختصين أو غير مختصين في المجال الفني، إلى التفاعل مع أعماله والإشادة بها. فالإبداع الحقيقي هو ذلك الذي يفرض نفسه، لا ذلك الذي يُطلب الحديث عنه، وعلي فاضل يجيد هذه المعادلة بإتقان.