مقدمة برامج وناشطة مدنية حاصلة على شهادة البكلوريوس في علم الاجتماع ، عرفت بشجاعتها وجرأتها في الدفاع عن حقوق المرأة، وتميزت بعملها التطوعي في ساحات التظاهر والاجتماعات المدنية التي تبحث في حقوق الإنسان والعدالة والمساواة .وبالرغم من حجم الهجمات التي تعرضت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عملها المدني والإعلامي ؛ إلا انها مؤمنة بأن من يتبنى قضايا إنسانية ومجتمعية عليه ان يتحمل كل ما يترتب عن ذلك .
لمجلة صوتها كان هذا الحوار مع الإعلامية والناشطة المدنية لينا علي .. حاورتها : ايناس الموسوي
بمن تأثرتي من الأهل ولماذا ؟
الاهل كل منهم كان له تأثير ودور مهم في حياتي ولكن الجانب الأكثر مرتبطا بروحي هو والدتي كانت مثال للعطاء والصبر والاجتهاد .
ما الذي أضافه تحصيلك العلمي لحياتك المهنية والعملية ؟
علميا كانت دراستي مرحلة مثابرة خاصة اني أكملتها في جامعة بغداد باختصاص علم الاجتماع، وأنا متزوجة وانتظر جنيني الاول وهي ابنتي فلذة كبدي، وأدرس وادير شؤؤن حياتي وكان إصراري على إكمال دراستي مشروع نجاح ، بلإضافة إلى دروس الحياة التي تشبعت بها من أساتذتي، وكان لهم الفضل في الكثير من المعلومات التي حصلت عليها وخصوصا في مجال خدمة الفرد.
غادرتي رقعة الاجتماع لتعملي في الإعلام أيهما كان الفيصل الحقيقي في مسيرة لينا؟
اشعر ان كلاهما يصبان في خدمة المجتمع لايصال صوت من لا صوت لهم والاهتمام في القضايا الإنسانية والمختلفة، ومن وجهة نظري ضرورة التخصص جعلتني التزم بإكمال الكثير من الدراسات الخاصة بالإعلام والصحافة الحرة والقلم المتزن لكي يكون مجال العمل اكثر تأثير .
في لقاءات صحفية سابقة تحدثتي عن الانفصال والطلاق و واجهتي ازمة كبيرة بهذا الصدد كيف تجاوزتي ذلك ؟
للأسف كنت مثل اي فتاة تزوجت وانجبت اطفال وكانت تريد ان تكمل حياتها بهدوء ، ولكن ظروف الحياة ومعاركها واختلاف الاشخاص حتمت عليه ان اخذ قرار الانفصال لانني ام تريد ان تربي اولادها في جو خالي من المشاحنات والتوترات العائلية حتى أتمكن من زرع الحب والسكينه والهدوء فيهم .
معروف عني ضمن أسرتي انني قيادية منذ صغري بسبب تحملي مسؤؤليات كثيرة حين مرض والدي ، وهذا جعل مني اكثر صلابة و التزاما ، واستطيع ان أدير شؤؤن المنزل والعمل وان اكون ناجحة لأجل اولادي.
و على الرغم من قراري بالانفصال لغاية هذا اليوم، لكن لم يكن من حقي الطلاق كونه بيد الرجل وفق القانون، رغم توفر كل الإثباتات القانونية لكن العصمة بيد الرجل ، وهناك شروط تعجيزية لدى المحكمة وهذا للأسف جعل محكمة التمييز أن يكون لها رأي مغاير وردت الدعوى .
ما الذي تحتاجه المرأة في مجتمعنا لتتمكن من الصمود والاستمرار بحياة لائقة؟
تحتاج المرأة في مجتمعنا.. الوعي لفهم حقوقها وعدم التزمت في موروثات عفا عليها الزمن قد تؤخر من عجلة تطور الحياة من خلال المرأة، وعليها ان تكون قوية ومدركة ان العمل والنجاح طريق شاق نهايته اثبات لوجود اهم مخلوق في الأرض وهي المرأة ؛ فعليها من خلال موقعها ان تقدم شيء للمجتمع حتى في تربيتها لأطفال صالحين هي تقدم أسمى رسالة ، وان لا يتوقف الموضوع على ذلك ؛ بل تخوض معترك الحياة من خلال التسلح بالعلم والعمل لإثبات انها قادرة ومقتدره وجميلة وناجحة وان لا تسمح باستغلالها او تهميشها .
كيف تصفين حالات التجميل المنتشرة في العراق خاصة أن البعض انتقد لينا تحت عنوان عمليات تجميل واضحة ؟
هههههه لا اكترث للتعليقات السلبية واؤمن بالحرية الشخصية ، وهم بالغو بالوصف اما عن نفسي ارى انني جميلة والاهم متصالحة مع نفسي ، وشكرا لأنهم يروني كذلك ، ولم اسيء لأي شخص على الأقل هم اساؤ دون وجه حق ، اما عن ثورة التجميل فهي منتشرة في كل بقاع الأرض وهو موضوع شخصي يفضل الحديث عنه إذا حصل مبالغة او تشويه وليس انتقاد العكس .
لماذا ترفضين تعديل قانون الاحوال الشخصية وهل بالامكان تغيير مسار الحوار بأن يكون هناك تعديل مع المحافظة على مستحقات المرأة؟
ارفض التعديل لأنه تخريب لقانون يوصف من اقوى قوانين الحضانه في المنطقة وان زيادة حالات الطلاق ليس لها علاقة بالقانون فهي مشاكل مجتمعية مرتبطة بسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لا القانونية ويجب إنصاف المرأة كونها اللبنه الأساسية لنهضة المجتمع فاقصائها يعني تهديم للسلم المجتمعي الرصين .
كيف تصفين المشهد الإعلامي في العراق البعض يقول لايوجد لدينا مؤسسات إعلامية ما تعليقك ؟
المؤسسات الإعلامية موجودة وهي كما حال القانون بالتطبيق هناك إخفاقات كبيرة من خلال بعض الاعلاميين او عدم المهنية والاهتمام بالمشاهدات اكثر من مضمون المواضيع الخدمية في الطرح ، واستغلال السلطة الرابعة لمصالح شخصية يجعل بعض الاتهامات موجهة ولكن هناك موسسات اعلامية مهمة وحقيقية في الطرح .
هل تعرضتي للتحرش اثناء العمل وفي حال كانت الإجابة نعم كيف واجهتي هذه المشكلة ؟
صدقا غير السوشيال ميديا لا احد يجرؤ على الاساءة لي ، كوني قليلة الاختلاط واختار مجتمعي بعناية فاحضى بالاحترام والحمد لله .
نجدك كثيرة الظهور في التجمعات الخاصة بمنظمات المجتمع المدني هل عملتي مع احد هذه المنظمات ؟
أبدا لم اعمل لكن أشارك متطوعة في نشاطاتهم كونهم اصدقاء لي ، وشغلت ادارة تجمع للناشطين وهو مرصد الحريات للدفاع عن المرأة والطفل ، يعمل على رصد حالات العنف الأسري ويتعاون مع الجهات المعنية، لكن لم يكن عمل مقابل راتب ولم أتقاضى اي مال لعملي في اي نشاط مدني ، ولا اريد ان يكون نشاطي غير تطوعي لإيماني بالقضايا.
البعض يتهم المجتمع المدني بانه يستخدم حيل وأساليب لنصرة قضايا المرأة هل هناك فعلا اجندات خارجية ؟
هذه اتهامات مضحكة .. واسأل هل نصرة المرأة تحتاج لنظرية المؤامرة. وهل الأجندات الخارجية ساذجة لدرجة ان تمرر مشروع لها ويكشف للناس البسيطة لا اعتقد ،ولكن هذه اتهامات لإسكات أصوات الحق التي علت خاصة أن المرأة اكرمها الله وجميع الأديان .
كلمة اخيرة لمجلة صوتها
اتمنى لمجلة صوتها المزيد من التألق والنجاح ، والاستمرار في النشاطات التي توصل صوت المرأة العراقية الناجحة المثابرة التي تتحمل شوائب دخيلة على المجتمع، وتنتصر لأنوثتها وعلمها ومبادئها اتمنى الاستمرار لصوتها.