تقرير أممي: 10% من أطفال العراق خارج المدرسة
ترجمة / حامد أحمد
في تقريره السنوي لعام 2023 حول نتائج أنشطة 22 منظمة اممية للفترة ما بين 2020 و2024، أشار فريق الأمم المتحدة العامل في العراق UNCT الى انه رغم انجازات متحققة نحو حلول شاملة ونمو اقتصادي مستدام، فإن البلد يواجه تحديات في أولويات عدة منها اقتصادية واجتماعية وتربوية وخدمية مع وجود نسبة 10% من أطفال البلد خارج المدرسة ونسبة بطالة بين الشباب باكثر من 35% مع وجود 2.5 مليون شخص بحاجة لمساعدات عاجلة وحالات فقر متعددة تلاحق 8.7 مليون طفل عراقي.
ويشير فريق الأمم المتحدة في تقريره الى ان العراق يمر بمرحلة محورية مهمة في رحلته نحو تحقيق التنمية تتخللها فرص وتحديات كبيرة ومع توقع زيادة نفوس البلد من 43 مليون نسمة الى ما يقارب من 74.5 مليون نسمة بحلول العام 2050 فانه قد يواجه تحديا مزدوجا ما بين تسخير هذا العدد السكاني وضمان العدالة في توفير الخدمات الاجتماعية بينه، حيث سيتميز السكان بنسبة شريحة للشباب عالية ويسلط ذلك الضوء على ضرورة خلق اطر عمل اقتصادية واجتماعية تستطيع ان تستوعب نسبة نمو العدد السكاني المتزايد هذا.
ومن بين تعداد السكان البالغ 43.324 مليون نسمة (50.5 % ذكور و49.5% اناث) فان 26,091 مليون شخص منهم بنسبة 60% هم بأعمار 15 سنة وأكثر بقليل. وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب التي تتراوح أعمارهم ما بين 15 الى 24 سنة بحدود 35.8% مع معدل بطالة على مستوى البلد بنسبة 16.5%. هذا الامر يسلط الضوء على الحاجة الملحة لخلق فرص عمل خصوصا لشريحة الشباب العراقيين وكذلك النساء التي تبلغ نسبة مشاركتهن في سوق العمل 10.6% مقارنة بنسبة 68% بالنسبة للرجال.
ويذكر التقرير ان اقتصاد العراق يعتمد بشكل رئيسي على قطاع النفط الذي شكل نسبة 61% من ناتجه المحلي الإجمالي لعام 2022. هذا يسلط الضوء على قوة اقتصاد البلد من ناحية وتعرضه للازمات وفقا لأسعار سوق النفط العالمية المتذبذبة من ناحية أخرى، في وقت ما تزال تحديات تنويع مصادر الاقتصاد تشكل معضلة ملحة مستمرة.
ومن الناحية الاجتماعية يعمل العراق أيضا على مواجهة تحديات في مجال الجانب الإنساني والرعاية الصحية والتربية والتعليم ويشملها ضمن خطته في البحث عن حلول تنموية مستدامة لها. حيث أشار فريق عمل الأمم المتحدة في العراق الى ان آثار حالات الفقر متعددة الأبعاد تلقي بظلالها على نسبة 47% من الأطفال في العراق الذين يبلغ تعدادهم 8.7 مليون طفل، منوها بأن 10% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 الى 11 سنة في البلد هم خارج المدرسة في وقت ينخرط فيه 91% من أطفال البلد في صفوف المدارس الابتدائية التي تشكل نسبتها 76.4% من منظومة التعليم في حين تشكل نسبة طلاب المدارس المتوسطة 47.1% ونسبة المدارس الإعدادية والثانوية 45.4%.
وفي مجال الامن الغذائي أشار التقرير الى ان هناك 2.5 مليون شخص في البلد بحاجة لمساعدات ملحة في مجال توفير الغذاء وتقديم المساعدة لتحسين وضعهم المعيشي في وقت يوجد هناك 1.2 مليون شخص في البلد ما يزالون يعيشون حالة نزوح. في العام 2023 حقق فريق الأمم المتحدة العامل في العراق بالشراكة مع الحكومة العراقية خطوات مهمة ضمن الخطة الموضوعة لعام 2020-2024 التي تهدف الى دعم أولويات العراق الوطنية المرافقة لخططه التنموية والستراتيجية. وبالعمل الجماعي لمنظمات الأمم المتحدة البالغ عددها 23 وكالة حقق الفريق تقدما عبر خمسة أولويات ستراتيجية ركزت على الانسجام الاجتماعي والنمو الاقتصادي وتعزيز خدمات ومؤسسات فاعلة وإدارة موارد طبيعية وإيجاد حلول مستدامة لازمة النزوح.
ويذكر التقرير بان هذه الجهود سهلت في تحقيق إصلاحات تشريعية ونصائح حيوية في مجالات الحد من العنف الاسري وتطوير الخدمات الصحية والزراعية وخلق فرص عمل، وكذلك في مجال التأقلم مع تبعات التغير المناخي وإعادة تأهيل مناطق متضررة من جراء المعارك وإيجاد حلول مستدامة لها.
وعبر المحافظات الخمس المتأثرة بالمعارك تم وبالتنسيق مع الحكومة المركزية والحكومات المحلية تأسيس مكاتب تنسيق مع فريق الأمم المتحدة لحل مشاكل النزوح المزمنة وإيجاد حلول مستدامة لها متعلقة بالرعاية الإنسانية وتحقيق الاستقرار والتنمية فيها. ويقوم مكتب التنسيق في منطقة سنجار والبعاج بتحقيق التواصل ما بين السلطات المحلية والمجتمع الدولي لتنمية وتعزيز حلول مستدامة لكل من النازحين والعائدين. ويجري حاليا وضع خارطة طريق لحلول مستدامة كستراتيجية لإنهاء أزمة النزوح المزمنة وذلك بالتماشي مع الخطة الوطنية لوزارة الهجرة والمهجرين لإنهاء هذا الملف.
- عن موقع ريليف ويب الدولي