التلوث في شط الكوفة ينذكر بكارثة إنسانية وبيئية 

آلاء عبد الخالق الشمري/ النجف

أظهرت نتائج دراسة اعدها الخبير البيئي صفاء المظفر بشأن تلوث شط الكوفة للفترة الممتدة بين 2008-2023 ان نسبة تلوث مياه الشط ارتفع عشرة أضعاف عما كان عليه. 

لم يكن المظفر يتوقع أنه سيكون واحداً من ضحايا تلوث شط الكوفة، إذ أثناء الفحوصات التي يجريها في إطار بحثه، أصيب ببكتيريا (الزائفة الزنجارية) التي سببت له تقرحات جلدية عميقة، استمر علاجها أكثر من شهرين، وما زالت آثارها موجودة على جسمه. 

نهلة عبد العال ضحية أخرى من ضحايا التلوث بسبب مياه الصرف الصحي في شط الكوفة ، فقد أصيبت هي وأطفالها الثلاثة بالإسهال والتلبك المعوي، جراء شرب مياه الشط من الصنبور.  وقد نصح طبيب الأمراض الباطنية، نهلة، بأن لا تستخدم مياه الصنبور، وتعتمد على المياه المعبأة، لكن ضعف القدرة المادية منعتها من شراء المياه المعبأة .

من جانبه يؤكد مدير بيئة النجف عادل محمد محسن، ان تفاقم ظاهرة التلوث أدى إلى أزمة قانونية بين دائرة بيئة النجف ودائرة مجاري المحافظة؛ كون الأخيرة خالفت شروط السلامة البيئية، وعمدت إلى صب المياه الثقيلة في شط الكوفة.  وأعرب محسن عن تخوفه من أن استمرار صب المياه الثقيلة في شط الكوفة سيؤدي إلى كوارث بيئية، يفاقم من تأثيرها انخفاض مناسيب المياه جراء الجفاف.  

بدورها، برّرت دائرة مجاري النجف على لسان نزار عبد عباس، معاون مدير الدائرة، صب المياه الثقيلة بالشط لـ”قلة التخصيصات المالية مع زيادة التوسع السكاني يزيد من تدفق المياه الثقيلة إلى الشبكة، وبذلك لا بد من منفذ تذهب إليه هذه المياه وإلا غرقت مدينة النجف بالمياه الثقيلة؛ فلم يكن أمام دائرة المجاري إلا أن تحول مجرى مياه الصرف الصحي إلى شط الكوفة”. 

و يؤكد قائمقام الكوفة حمزة العلياوي بانه بالرغم من  الضغوط التي مارستها الإدارة المحلية في الكوفة بالتعاون مع أعضاء مجلس النواب عن النجف، لتحويل المياه الثقيلة إلى وحدة المعالجة في بحر النجف، بدلاً من صبها في الشط، إلا أن المشروع لم يرَ النور بعد.

المادة 14 من قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009 تنص “منع تصريف أية مخلفات سائلة منزلية أو صناعية أو خدمية أو زراعية إلى الموارد المائية الداخلية السطحية والجوفية، أو المجالات البحرية العراقية إلا بعد إجراء المعالجات اللازمة عليها”.  

إلا ان مخالفة القوانين والإدارة المحلية غير السليمة أدى إلى ان ينذر الواقع البيئي في النجف بالخطر .

شاهد أيضاً

ارتفاع التلوث البيئي في العراق.. وانتشار الكبريت ينذر بكارثة صحية

من أصل 18 محافظة في العراق، هناك 12 محافظة ذات بيئة “غير صحية” وست محافظات …

error: Content is protected !!