• اسراء الجوراني
صحفية وكاتبة
زادت شعبية الافراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي عند الأطفال والمراهقين والبالغين، وبدأت تتحول الى ظاهرة خطيرة تقود إلى نوع من انواع التسلية والادمان مثل الإدمان السلوكي، واخذت تشكل ضرراً على العقل والصحة النفسية بشكل قهري ومفرط.
ومن الطبيعي والامر المسلم به فأن اغلب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يلجأون لها لسد وقت الفراغ من خلال مشاهدة الفيديوهات للتسلية او التواصل مع الأصدقاء والعائلة او متابعة مشاهير وصناع المحتوى بأنواعهِ.
ويؤدي الأفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الى الكثير من المخاطر التي يتعرض لها الفرد من أهمها هي تعطيل الوظائف اليومية كما تؤدي التنبيهات والإشعارات الى حصول اضطرابات تصيب الشخص وتزيد من القلق فيه بالإضافة الى ضعف التغذية وثمة مشاكل ومخاطر أخرى قد تفضي الى نتائج كارثية اذا ما تم تجاهلها حتى تنمو وتتوسع وتتوغل في الفرد.
يتفق الخبراء على أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات، يعطل الوظائف اليومية، حيث تؤثر خاصية التنبيهات والإشعارات المستمرة على معدلات النوم والتغذية السليمة والتواصل مع الآخرين وحصول أضرار إلكترونية تؤدي الى تشتيت الانتباه واثبتت دراسات في مصر والسعودية والعراق والجزائر ان استخدام الوسائط الاجتماعية تسبب الاضطرابات النفسية، بمعنى أنه كلما طال زمانها، زادت أعراض الاكتئاب والقلق، إضافة إلى مشكلات صحية عقلية أخرى خاصة عند تداول صور المشاهير
إن الذين يتداولون أو يتفاعلون أو يشاهدون صور الآخرين، تتولد لديهم أحيانا مشاعر ساخطة على الواقع الذي يعيشونه، وينتج عنها انخفاض في مستويات الرضا عن نمط الحياة، بالإضافة إلى حدوث الجرائم الإلكترونية كانتحال الشخصيات والابتزاز الإلكتروني وغير ذلك من حالات الضرر النفسي والذهني والعقلي الذي يصيب الفرد ويغير مسارات حياته اليومية نحو فضاءات سلبية غير محببة ولا مرغوبة وقد تكون لها إنعكاسات وتأثيرات سلبية اخرى.
وترى د. ندى أخصائية علم النفس وتدريسية في جامعة واسط أن ” هناك عدة مخاطر وتأثيرات على الإنسان إذ افرط باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومنها الأمراض النفسية وتأثيرات سلوكية واخلاقية.”
وأضافت ان “الاستخدام المستمر لها يساهم في زيادة المعاناة النفسية خاصة عند الشباب والمراهقين إلى جانب الآثار النفسية السلبية والقلق الاجتماعي والذي من اعراضه التعرق بشدة، واحمرار الوجه والارتجاف وزيادة نبضات القلب، والغثيان والوقوف بوضعية متصلبة وعدم التواصل بالعين والتحدث بهدوء وصعوبة التفاعل مع الاخرين والشعور بعدم الثقة بالنفس إضافة الى تجنب أماكن التجمعات. “
وقالت إن ” الطريقة الفعالة لعلاج اضطراب القلق الاجتماعي هي العلاج السلوكي المعرفي (CBT اذ يساعد العلاج السلوكي المعرفي مرضى القلق الاجتماعي على تحسين طرق التفكير والتصرف وردات الفعل عند المواقف العصيبة، كما ويساعد العلاج السلوكي المعرفي للمساعد في تحسين المهارات الاجتماعية.”
وشددت على ” أهمية تقليل عدد ساعات استخدام الهواتف الذكية للمراهقين وإشغالهم بنشاط بدني وذهني أفضل مثل ممارسة الرياضة أو ممارسة الهوايات المختلفة .”
كما ويؤكد خبراء ومختصين على أهمية تنظيم الوقت عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وليس تكريس كل الوقت لها ، ففي الحالة الأولى وهي تنظيم الوقت عند الاستخدام يعطي ذلك راحة للشخص ذهنيا وبدنياً ويمنحه الوقت الكافي لأخذ الراحة ويحافظ على حواسه ومن أهمها النظر الذي قد يكون أول جزء في جسم البشر يتعرض للضرر عند استمرار الاستخدام الطويل لمواقع التواصل الاجتماعي والنظر في الشاشات سواء شاشات الحواسيب المحمولة أو الهواتف النقالة أو ماشابه ذلك وبعكس ذلك فأن عدم تنظيم الوقت أو تكريسه كله للتعامل المباشر مع الحواسيب وغيرها من الاجهزة التي تعمل بخاصية التواصل الاجتماعي فأن الضرر سيكون كبير ومتشعب عند الفرد وقد يتم فقدان السيطرة عليه كلما استمرت الحالة وقتا طويلا.
ازاء ذلك كله ينبغي على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أخذ كل التحوطات التي تبعدهم عن الشرود الذهي وتعرضهم للمخاطر المختلفة سواء كانت ذهنية أم جسدية التي جراء استمرار عملية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت ظاهرة خطيرة ينبغي الوقوف أمامها من خلال اعتماد المعايير الصحيحة في الاستخدام التي تعد وصفة مناسبة لمواجهة تلك الظاهرة والتصدي لها.