العراق يشرع الأجنحة

وفاء الفتلاوي

نجح العراق في ظل الاستقرار الأمني والسياسي عبر حكومته وممثليه من اجتياز حاجز التقارب مع اشقائه الجوار عبر زيارات مكوكية تعد الأسرع والاوسع منذ 2003 بل ذهب الى ابعد من ذلك اذ أصبح عراب المنطقة بعد جمع الفرقاء ونزع فتيل الأزمة في الشرق الأوسط.
فلا عجب بعد بروز نجم العراق مرة أخرى في سماء المنطقة ان تقصد مرضاته الدول حجيجا رغم اختلاف العصور وذلك ما كان عليه ومازال قطب الرحى ومعجم الحلول وبوابة المنطقة لوأد المشاكل واطفاء نار الخلاف كما حصل مع ايران والسعودية والسعي في عودة سوريا الى الحاضنة العربية واطفاء نار الحرب بين أوكرانيا وروسيا وفي السودان ومساعيه المستمرة مع باقي الدول لفتح بوابة تبادل الخبرات في مجالات الامن والاقتصاد والتعليم والصحة وغيرها.
ويعود العراق صومعة المجد والخلود الى المشهد الدولي بعد سنين من المتاعب ليكون هو المرهم لجيرانه ممن احزم حقائب المشاريع الاستثمارية بعد ان وجد منه مناخا جاهزاً ومركزا منيراً لإنعاش الاستثمار، حيث كانت الدعوة لإنتاج تكتل اقتصادي ناجح بين البلدان العربية والمنطقة وذلك تحقيق المنفعة من جديد على كل شعوب المنطقة.
ونجح العراق باستضافة الحوارات والمزيد من المؤتمرات التي تصب بتجاه التكامل الاقتصادي وانعاش السوق المحلية والعربية والأجنبية، حيث احتضنت العاصمة بغداد مؤخراً، مؤتمراً لوزراء نقل دول الجوار ومجلس التعاون الخليجي لمناقشة مشروع “طريق التنمية الاستراتيجي”، الذي يربط مدينة البصرة العراقية على مياه الخليج العربي بالأراضي التركية، والذي اتفقت عليه بغداد وأنقرة ضمن مشروع تعاون تجاري واقتصادي ضخم بين البلدين، كما يستعد العراق بعقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في نسخته الثالثة المُزمعُ عُقده في بغداد في شهر تشرين الثاني من العام الحالي.
نستنتج من كل هذا بان العراق استعاد مكانته الطبيعية ودوره في المنطقة ويتحرك بما يليق بمقدراته ومكانته التاريخية، وهو مستعد للعمل مع الأشقاء والأصدقاء لتحقيق السلام والازدهار والتنمية بعيدا عن العنف والتطرف والإرهاب ولما يتمتع به اليوم من استقرار أمني وسياسي ما يجعله بيئة عمل واعدة ومحط استقطاب الجميع.

شاهد أيضاً

ازمة لبنان تعبر خطوط الإنذار

العاصمة بيروت تتعرض للقصف الجوي من العدوان الإسرائيلي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى َوتهجير …

error: Content is protected !!