تشكيل الحكومات المرض العضال في الديمقراطيات

كتب عدنان أبوزيد:

تشكيل الحكومات، معضلة كبيرة في الديمقراطيات، حتى قيل، انّ الأنظمة الشمولية لها حسنتها في الوزارات المستقرة صاحبة القرارات الحاسمة.

وقد تجد الديمقراطية نفسها مدحورة، حين تفتقر النخب الى الديناميكيات التي تمتص الانقسامات.

وفي الولايات المتحدة كان الوفاق غائبا في السنوات الأخيرة، كما كافحت الأحزاب في أوربا لإنشاء تحالفات مستقرة تشكّل الحكومات دون جدوى لفترة طويلة، نتيجة الاستقطابات الأيديولوجية واختلاف السياسات، لا سيما بعد صعود الزعماء الشعبويين.

تعطيل تشكيل الحكومة، يمسخ فكرة الديمقراطية ذاتها ويجّمل الأنظمة الشمولية، وقد قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، شامتا في فوضى الديمقراطية، أن الصين تشق طريقًا جديدًا مختلفا، قد يناسب الدول النامية.

وفي لبنان، فانّ تشكيل الحكومات، يقوم على ضمان المصالح الطائفية، والمالية، وفي العراق فانها تشق طريقها بصعوبة وسط مطبات محاصصة وتسويات، ولا يجري وفق الاستحقاقات الانتخابية، بل على قاعدة الأعراف التي تقسّم النفوذ، لتتحول رقصة تشكيل الحكومات من كونها احتفالا وطنيا الى ساحة اشتباك.

الأمر يتطلب آلية راسخة تضمن قطف نتائج الانتخابات لصالح المواطن، من دون ان تؤثر الصراعات السياسية على تنفيذ استحقاقاته في مستويات الخدمة وفرص العمل.

الحالة العراقية، تستنسخ الديمقراطيات الهزيلة، حيث التفاوض بين الأقوياء، يستمر لأشهر طوال، من أجل الغنيمة وليس لإنقاذ الضحايا.

شاهد أيضاً

ازمة لبنان تعبر خطوط الإنذار

العاصمة بيروت تتعرض للقصف الجوي من العدوان الإسرائيلي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى َوتهجير …

error: Content is protected !!