صوتها – بغداد
يشيد كلينت إيستوود في آخر أفلامه بشجاعة “أبطال عاديين” يؤدون دورهم الفعلي في نسخة سينمائية من حادثة هجوم قطار “تاليس” الذي قاموا بإحباطه سنة 2015.
ويحمل الفيلم الطويل للمخرج والممثل الأميركي اسم “ذي 15,17 تو باريس”، وهو مقتبس عن كتاب نشر في العام 2016 عن الأميركيين الثلاثة الذين يشاركون في التمثيل مع جينا فيشر وجودي غرير وآخرين.
ويتتبع الفيلم حياة الرجال الثلاثة، انتوني سادلر وأليك سكارلاتوس وسبنسر ستون، وصولا إلى الحادي والعشرين من آب من العام 2015، حين أفشلوا هجوما كان ينوي مسلح تابع لتنظيم داعش يدعى أيوب الخزاني تنفيذه في قطار تاليس بعد دخوله الأراضي الفرنسية، مستخدما سلاحا رشاشا، وكان يمكن أن ينتهي بمجزرة.
واعتبر الأميركيون الثلاثة أبطالا في العالم، ونالوا وسام الشرف الفرنسي.
ويأتي هذا الفيلم ضمن توجه حديث للمخرج بتصوير قصص حقيقية لأشخاص عاشوا تجارب خارجة عن المألوف، بعد “أميريكن سنايبر” (2014) و”سولي” (2016).
لكنها المرة الأولى التي يوكل فيها كلينت إيستوود الدور إلى الشخص نفسه الذي كان بطل التجربة في الواقع وهم سبنسر ستون وأليك سكارلاتوس وأنتوني سادلر. ويعد الفيلم ثاني تجربة اخراجية للمخرج الثمانيني بعد نجاح أخر أفلامه “سولي” الذي تعاون فيه مع الممثل توم هانكس وعرض في أيلول 2016 ونال إشادة عالمية واسعة.
وقال سادلر في تصريحات لمجلة باري ماتش الفرنسية “كان الأمر شيّقا بالفعل… ولم يكن الأمر مؤلما بالنسبة لنا على الصعيد النفسي لأن أحدا لم يمت في ذاك اليوم. وكانت تجربة الفيلم إيجابية إلى حد بعيد”.
وقد استعان المخرج الأميركي بأفراد من الطاقم الطبي وخدمة الإسعاف الذين لبوا نداء الاستغاثة الذي أطلق، في حين حوّل مسار القطار إلى محطة أراس في شمال فرنسا.
ولا يعرض مشهد الحادثة في قطار تاليس منذ البداية في هذا الفيلم الذي يمتدّ على ساعة ونصف الساعة تقريبا، وهو يأتي في وقت لاحق لتوضيح الأمور.
ويركّز إيستوود في الجزء الأول من القصة على الصداقة القوية التي تربط بين الرفاق الثلاثة الذين ترعرعوا في محيط ساكرامنتو (كاليفورنيا).
وهو يسلّط الضوء خصوصا على سبنسر الذي ربّته والدته، الشغوف بالأسلحة والذي علّق على جدار غرفته لافتة فيلم “ليترز فروم ايوو جيما”، وهو يحلم بإنقاذ الأرواح، حتى لو كان عليه أن يخالف القواعد المعمول بها. وكان هذا الشاب الكتوم أول من هاجم الجهادي، مخاطرا بحياته. وينثر إيستوود على امتداد الفيلم المؤشرات التي تنبئ بعمله البطولي. ثم يغوص العمل السينمائي في رحلة الأصدقاء الأوروبية، بين البندقية وروما وبرلين وأمستردام وباريس، مع سلسلة من مشاهد لسهرات في نواد ليلية وصور سيلفي ملتقطة أمام معالم سياحية شهيرة.
وتختتم هذه المغامرة في باريس حيث قُلّد الشباب الثلاثة وسام الشرف، وهو أعرق التكريمات الفرنسية. وتمتزج في هذا المشهد صور أرشيف وأخرى من إخراج إيستوود فيها رئيس فرنسي زائف يظهر من الخلف.
ولم يتحدّث إيستوود عن هذا الفيلم الجديد الذي خرج مؤخرا إلى الصالات، فاسحا المجال أمام أبطاله كي يدلوا بدلوهم للإعلام. وهو لم يقدّمه حتى للصحافة.