خبصة الفكر

الكاتبة سحر حسب الله

أنا لست مولعاً بسرد الاحداث المأسوية ،

أنا فقط أقرأ مخاوفي في زوايا المرحاض..

لان في النهاية سيتعامل الناس معي كالأبله

لانهم لن يجدوا  أني أتمتع بِحِس الفُكاهة عَلىٰ الاغلب،

والرغبة موجودةً داخلي فقط  كتمهيد أو أساس وتختفي فجأة بلا نزاع 

لاني دائماً أفتقد إلى حس النكتة،

وكل ما أعيشه يغوص مرة أخرى في الظلام ليعود ثانية وقد أتحول إلى شخصية غريبة تماماً

وأنا محاول أُقَصِّر عمري من خلال إدمان التفكير الكحولي، وأطيله من خلال التنزه سيراً على الاحلام،

وعلى الرغم أنا لا يهمني الانشغال النرجسي المُفرَط بالنفس.

لكني  أدرَكْت منذ وقت مُبَكر أنا 

ومتسع صفاتي كُنّا نقف على أرض مُختلفة

وأنا لستُ عدو نــفــســي بالتأكيد

لكن هناك علاقة عدائية بيننا تاخذ أشكالاً مؤرِقة

وليس من المنطق أن تُحدث معي كُلَ هذهِ الفَوضَوية وتبقى ضحلة الفكر راكدة؟!

أنا  في هذا  العالم المؤقت..!

أنا نشأتُ في نوعٍ من العُزلة الاجتماعية بسبب نَظرة الشَماتة التي لا تزال تُلقي المواعظ في المساء،

ولقد تَبَلوَر الإِياب بمهارة لإنه وقتٌ مقرون بمشاعر الكراهية..

مأساتي  تجري ضدي وتَحطمني،

 وكوميديا الليل تعود بي إلى الوراء وتَسقط على مؤخرتها وتضحك.

اتقيأ أحرفاً أُخرى ، أبحث بها عن نــفــســي 

تجعلني أحاول  تقليد كل ما هو رائج من صيحات القوة لكن لا أعرف إلىٰ أينَ جرفتني قواربِ الفكر الرقود..؟

لا أعرفُ أيَّ طريق يقودُني إلىٰ الوضوح

لا أعرف أيّ رزنامة تهبُّ إلى واجهتي

لا أعرف كيف ستكون نهايتي بهذهِ الساعة 

لا أعرف ما هو النوم

وما هو الحُلم

ماهو التجلي الذي ترادفهُ الدُجى

لا أحد يشعر ببعثرتي

أنا متروك قرباناً  للخسارات

وهي تُقتل روحي

المعلقة على الصليب

وَإنّ الظُـلماتَ  تنطوي على صفوتي..

لم اعرف إنَ الهيجانات الروحية

التي تَسمو على الحد المُتعارفِ تشيــيئ بي..!

فأنا أستحقُ هذا الأطراء 

الذي يُلدُ بفطنةٍ وظرافة 

وإروِ عطشـي مِن طورَ كآبة إيماهةْ الروح

بينما داخلي يأخذ شكل الدوامة لانهُا أهون من الثبات الذي تتبعه  نياحة تشجوها وجعاً

لكن حتّى اللاشيء الذي يحدُث لي 

في اليوم كانَ يُعكر صفوتي 

وصمتي الذي ألجأتْهُ الظُّروف إلى فِعل ذلك

ثُم أقول لنفسي 

هل أنا نعمة لا تستحق الحمد..؟

 كان بمقدور السوء أن يحل مكانه

 لو كنت كذلكَ.!

لذلكّ لم اعرف طعم الخلاص..

حتى ان حرفي يتقيد ويتنقب

وتصبح الابجدية عقيمة

وكُلَ القصائد التي قرأتها

انطوت من تلقاء نفسها

اما التلاوات مازالت متشبثة ببراجمي

كُلما عسعَسَ ضوء الحظ أضاءت..

يا إلهي 

كُل شيئ حولي بليد 

وداخلي ثائر

كبركانٍ سُدت فوهتهُ 

أنا روحاً صلبة ترتدي 

امرأة عاطلة عن العيش

متعبة وحائرة وتائهة

مبعثر وحزينة 

 اُهرول في طرق التساؤل 

دون جدوى..!

لكن لم تهبطُ افعالي 

ما زلت أحاول المقاومة

واحاول العيش 

أحاول التظاهر 

واحاول الثبات 

وانا بأشد ثمالتي 

ورغم أنّي جثة هامدة

يَحتلني صمتًا هائلًا لا يمكن 

طيهُ كالصحف القديمة..!

كنت أمر بعلاقة عاطفية

لكن هذا كان نادراً جداً لأنه كان سيمزقني. المشاكل الودية تُحبطني لدرجة أنني لا أستطيع تَحَملها على المدى الطويل.

لذلكَ ليت الذي بيني  وبين الثبات

مجرد سحابةً تــــــــتــــــــلاشي 

بهطول الوقت

وهذيان الليل

ورؤية يوسف وسبع سنابل 

ياليتَ ما بيننا جِداراً يُهدم 

ويا ليت مسافات الارض 

تُطوى فنلتقي

حتى وإن كانَ كل شيئ صادحاً 

بأقرب خطيئة لي سيكفر 

 حتى لو نَسيَت لن تنسى

النوافذِ كيفَ مارست التحديق 

بجدارة حد الهذيان

 وكيف كان طعم الحديث 

من خلالها بشهية وإن كانت مطالبي خطيئة 

مذ عرفتُ خطأي اتسعت صفاتـي

وهامت مشاعري 

والتهمت روحي ملامح  الحرف الساخنة 

أنا أكرهُ أن أولِـدُ

من رحم القصائد 

محض الانتظارات

لكن من أجل أكثر الأشياء ميلاً للمغامرة لدي

 تحولتُ لقصيدةً تخميسية

تقوم بتهجئة مجازاتٍ من الصفيح

والتي رأيتَ فيها حُلمي يُضاجعُ

قَدراً  جميلاً مرتب 

كظفائر الليل الممددة

فوق دجىً بنفسجية 

كـ دُعاء الام مريم يريح القلب

وحَظيت بقدراً تكسوه بحار البجع 

تسكنه رياض الاطفال 

تتقافزُ منهُ اجنحة الفراشات 

اصبحت اطناب روحي تتسكع 

بين مُشتقات الشعر 

بمسافةِ عشرةِ اصابع

حتى اصبح الشوقَ يسفحُ مِن صبابتي

غارمٌ للشوقِ بألف عامٍ ونيف

والبوح  طارفٌ وتلـيد

و قلبي مُخاضٍ في حالةِ

هيعةً  فـلاة لا خضراء تسكنهُ

لا ماء لا سوسن

لا شَمسُ لا تغريد لا سقسقة

وكل إيلاءٍ جرعة 

من الاهتمام زائدة عَن الحد المتعارف عليه

ترمي بي مشاعري بصنديد اللهفة

لـ أفترش قلبـي حول هَسيسَ الغرام

المُبللِ بِماء الدهشة

فقط عد ما اخذتهُ مني لإدراجها

جاثمةً هُنا يبرحني المكان

الجائرِ بكَ

دع عنكَ هستيريا الغياب

المُسيطرة عليكَ

فتلكَ التضاريس

لم تعد صبيانية

فأنا اخبئ لكَ فصول 

من الحب الفارد

حُباً تلظى حالةِ

سُعاره التي لا تلبث أبداً

في هذا الليل اقتحمتها طقوسٍ مضت 

وداهمتني هذه العبثية الكبيرة

وقبل ذلك كنتُ أنا نفسي، 

لكنني الآن اصبحتَ أمَثِل نــفــســي– 

قَدَر ما أستطيع

كانت حياتي قد أصبحت بدون معنى

كنت كقاطرة ألقيَت من على المَسار واستمرت في إطلاق البخار بدون طائل.

وخلف كل ذكرى ستكون هناك ذكرى أخرى. النسيان فقط يجعل الوقت مُحتمَلاً والتذَكُّر قابل للتشكيل

شاهد أيضاً

بإشراف الدكتور نوفل أبو رغيف دار الكتب والوثائق تحتفي بمئوية محمد شمدين تعزيزًا لثقافة التعايش السلمي في العراق

برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار وباشراف الوكيل الأقدم للوزارة د. نوفل أبورغيف، احتفت دار الكتب …

error: Content is protected !!