لا تزال مقاومة بعض الخلايا السرطانية لمختلف العلاجات المضادّة للسرطان، تشكل معضلة كبرى أمام العلماء الذين لم يتمكنوا حتى الآن من كبح جماحها ومنع انتشارها في الجسم.
ومن النتائج المبشرة، ما توصلت إليه دراسة جديدة أجريت على عشبة استخدمت لفترات طويلة في الطب التقليدي لعلاج بعض الأمراض، فأثبتت فعاليتها وقدرتها على كبح مقاومة الخلية السرطانية للأدوية. فماذا جاء في الدراسة؟
أظهرت الدراسة التي أجراها علماء وباحثون من جامعة كوبنهاجن أن المستخلص الخام من الصمغ (وهو مادة لزجة أو إفراز عضوي يحوي المواد الهيدروكربونية من النبات، ولا سيما الأشجار الصنوبرية، ويسمى الراتنج أيضاً) يمنع الخلايا السرطانية من دفع الدواء إلى خارجها عبر دفع السوائل بطريقة تلقّب علمياً بـ”مضخات التدفق”.
وتقوم الخلايا السرطانية بعملية إخراج السوائل كنوع من المستخلص الدفاعي الذي تستخدمه لإخراج ولفظ العلاجات المضادّة لمرض السرطان، مثل العلاج الكيميائي، وإخراجه من جسم المريض.
نبتة توقف مقاومة الخلايا السرطانية للعلاج!
وبحسب الدراسة المنشورة في دورية “بايو موليكيولز” ، تشكل مقاومة الأورام السرطانية للأدوية عقبة رئيسية أمام العلاجات المختلفة مثل العلاج الكيميائي، لذلك قام العلماء بدراسة خصائص نباتات “إريموفيلا غاليتا” التي استخدمت قديماً في غرب أستراليا، على المستوى البيوكيميائي من أجل معرفة المزيد عن أسرارها العلاجية. وتوصلوا إلى أن عشبة ” إريموفيلا غاليتا” تستطيع إيقاف مقاومة الخلايا السرطانية للعلاج.
وقال عالم النبات دان ستيرك، من جامعة كوبنهاغن: “لدينا بالفعل منتجات تمنع مضخة التدفق (التي تفعلها الخلايا السرطانية) لكنها لا تعمل على النحو الأمثل، لأنها ليست محددة بما يكفي ويمكن أن يكون لها الكثير من الآثار الجانبية”.
وبحسب العلماء، فإنَّ النبات الأسترالي مرشح واعد لاحتوائه على مركّبات الفلافونويد.
وفي الماضي، تمَّ العثور على أنواع أخرى من فصيلة نباتات “إريموفيلا” تحتوي على مركّبات الفلافونويد التي تمنع نشاط البروتينات الناقلة التي تقاوم الدواء، وتُظهر بعض هذه النباتات أيضاً خصائص مضادّة لمرض السكري، والفيروسات، والبكتيريا، والالتهابات.
وبحسب عالمة النبات ماليني بيترسن، من جامعة كوبنهاغن، فإنَّ البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، تنتج كميات كبيرة من مضخات التدفق المتطابقة تقريباً، مما جعلها جيدة للغاية في ضخ المضادات الحيوية من الخلايا.
وقالت بيترسن: “إن مادة الفلافونويد الطبيعية (الموجودة في النبتة)، تستهدف بروتين المضخة المحدد، مما يجعلنا نتوقع ما إذا كان يمكن أن يلعب ذلك دوراً في علاج مقاومة المضادات الحيوية أيضاً”.
وأكد الباحثون أن تصنيع منتج من مستخلص هذه الأعشاب سيحقق الكثير من المنافع للمجتمعات التي تعاني من هذه الأمراض.