الروائية:.سَحر حَسَب الله
حينَ يَأتـي الَليل
وأرغَبُ في النَوم قَليلاً
تُزَامَلُني المَخاوفِ..؟
كَما لَو أنها مُختَبئةٌ
داخلَ قَحّفُةَ رأسيَ المُتَقَشفِ..!
وبَوارِجِ الصَمتِ تَشُقُ
مُحيطَ وِحدَتي.!
هٰذا الليلِ يَدُكُ عَصاهُ في
سـورَ مُخَيلَتـي.؟
وتَخبِزونـي الوَسائدُ
عَلىٰ مَنَصَةِ الحُلم..!!
فَـيَصبَحُ تَوازُنُي مِختلٌ..؟!
أسمَعُ صَدىٰ إسمي
في كُلِ ثانيةً
عَلى شِفاهَ المَصابيحَ
المُنطفئةَ فأموتُ شَنقًا
في أحد الحِبالِ الصوُتية.؟!
ويَدورانَ حَولَيَ فأرين يُداعِبانَ خَلوَتي..!
خَربشاتٌ لـسِربٌ مِن القَطا
وألسِنةُ القنَاديلُ تَتَموجُ لِتتركَ
ظِلٌ مُخيف علىٰ تِلكَ الجُدران المُتهالكة،
وتَسيرُ مِن حَوليَ شُموعٍ باكية
تُلوحُ لـي بـ إحدى ذِراعيها..
مِثلَ أشرِعةَ السُفن..؟!
وأصواتُ ضَرباتِ الجرسِ المتتالية
تـأكُلُها آذانـيَ الجائعةَ بِنَـهَمٍ..؟!
هُناكَ المزيد مِن عِتادَ الكَوابيسُ
التي تَلعقُ حِبالَ غَفوتي عِندَ إنتِشاءَ الحُلم..!
لـ تَتَشعَبُني الهَلاوسُ المُبَعثرة
فِيرتَكسُ الكَلامَ وتتَهدجُ بَحَةِ الصَوت
وَيَزدَحمُ المَكانَ بـ الحَشراتُ
الطَنانةَ الَتي تَحومُ حَولي!
وضَفادِعٌ تُدَردُشُ لي بِنَقيقُـها ..؟!
أستَنزفُ كُلَ التَشبُثات..!
يا إلهي مَن يَشربَ مِن خَوفيَ..؟
أنا مَخلوقٌ لـ الصِراع..!
سأحملُ أقدامي وأهربُ مِنـي
أهربُ وأهربُ وأهرب
ولا يَبقىٰ شيئٌ بِحَوزَتـي إلا نُصفيَ الثاني..؟!
مُضطَجعة فَوقَ ذاكَ السَريرُ المائل أتَكورُ أنــا..!
مِثلُ جَنينٍ مَيتْ.؟!
لَكني لا أخافُ.!
وَ تَنسَدلُ الخِيبات مِن تَحتِ اللِحاء
إلى رأسـي المطاطي مُباشرةً..؟!
وتَخرجُ مِن تَحتَ بابُ غُرفتي الحَديدي
نِجومٍ هارِبة.!
وبالقربَ مني دولابٌ فَوضَوي
مِثلُ لُغمٍ تائه يتقيأ
فِخاخُ التهيؤات ،
بينَما الجُدران تتراشقُ بِنَظراتها المُلبدةَ،
تُرعِبُنـي أشياءٌ أُخرى..!؟
كائنات غَريبة تَجتَمعُ عَلىٰ مشارفي..!
هٰذا الليل المُنتَظر…
لَم أرى الوسائِدة مَحشوةٌ بالسحاب
الخَفيف كَما تَقولُ الخُرافة..؟!
وَلَم أرىٰ العَصا السِحريةَ قُربَ رأسي المَعقوفِ،
ولا فانوسَ عَلاءُ الدين فَوقَ مّنضَدتي..؟!
وَلَم أرىٰ الغَطاريفُ الآزر تَتَربعَ فَوقَ نافِذتي..؟!
فَقَط غُرفةٌ مِثلُ آلةِ تَعذيب مترين بِثلاثةٍ أمتارٍ،
وتحتَ مخَدَتي شريط
مِن الـ (بنَدولٍ )بِحجم
حَبةَ الفاصولياء لتهدأت الوجع،
فِراشٌ مِثلُ قِطعةِ نحاسٍ ساخِنة،
وشَرشَفٌ سَميكٌ جِداً
يَنقضُ عَلي مِثلُ آفاتِ الفَجَم..؟!
بِجامةٌ زَرقاء تَلتَصقُ عَلى
ساقينِ نَحيلينِ مِثلُ الأفعى..
وعينانِ تَتَلصصان فَوقَ الأُهب
أينَ هٰذا الليلُ الَذي يَهربُ إليهِ الجَميع لِيـحلُم ..؟
الِليلُ الَذي نَحرسهُ نَحنُ من الظَلام..!
الَليل الَذي يُطَبطبُ عَلىٰ أكتافَ النِيام..؟
الَليل الذي يُبقينا طيلتهُ بينَ الجِلوسِ والقيام..!
وأنا أنامُ ولا أنام…؟!
وعِندَ مُنعطفِ الفَجرِ أنامُ
وأحلمُ بِـ أنّ يشعُ في قلبيَ كَوكبٌ
تختبئ فيهِ سبع سماوات زَرقاء،
لَكن لَيلَاتيَ مُتَشـحةِ بالسَواد
حِداداً عَلىٰ ما ماتَ مِنها عَبَثاً ..؟
لإنَ الليل شَماعةٌ خَرساء نَضَعُ عليها خِيالاتُنا
لِتَسكينُ الوَجع المُتَمخضِ بِنا….