“الِـلـيـل البَنَفسَجــي”

الـروائـية: سـَحـر حَسَب الله

يَـفُـز مـَـن ينامُ مبكراً ،

فهذا الليل لَم يعد يحتوي هذهِ العتمة المتقلبة،

هـم لا يَسمعون صوت القصائد وهـي تَستَغيثهُم.؟!

ولا الوقتَ يَهربُ منهُم مسرِعاً تَكة تكة،

حتى لا يعرفون معنى الالوان الداكنة تَحتَ العيون،

أو كيفََ أصبحَ الكون مُـلبداً بالغيوم بِلَمحةِ البَصر.؟!

هم فقط أَعتادوا أَن يموتَ الكلامُ

 فِي صدورهـم،

يَحكوا جروحِهم الحارقة على جدار الصمتِ،

وأن يلقوا بإجسادهم المتهورة على سرير ٍٍضيق يتسع لتكاسلهم وعبثهم..!

لا يعرفون ماذا تُـخبئ لهم الزهور المطلة على الأرصفة,

حيثُ تلوح النسائم هناكَ بكل دربٍ 

لِتهرب من الشتاتَ للشتات.!؟

حيثُ  تَنام السُحب الفضية على منحدرات الليل العتيق..؟

ويعارك الصُبح ضد التيار

لِـيطلُ رحيقـهُ قمراً،

وينهي ضجيجـهُ هوس المسافة

بِـهالة و رقصة فوق عشب التِلال،

من ينامَون مبكراً هم انفسهم فازوا بمرادهم، 

لَكنهم لَـم يعرفوا اللون الليلكـي..؟!

اللون الحقيقي خلف هذا السواد المخزفِ بِقناديل البَحر.!

الُمطرزِ بِجرمٍ، بِنَجمٍ، بِقمر،

والمدججِ بألفِ ليـلى ومجنـون،

لا يعرفون طعم النسيم الذي يمر من بين مسافات الأصابع،

أومتى يشق الفجر ساجية الغسق

لتَشرقَ شمسٍ الضُحـى ..!؟

حكايات كثيرة يفض نزاعها في خلوة الظلام الحانك،

وحكايات أخرى مرادفة تظفر في احجية الليل،

سيبـقى وَحيد هَذا الليل ،

نَسمعُ فيهِ فقط صوتُ نَقيق الضفادع يَدُكُ فـي مسامِعنا..!

وعيونٍ داكنة لِسائر النساء الموريات.؟!

وأصوات غربية تَعود  لـ آلهِــة العقار،

كَـم من الوَقتِ نحتاجُ لِـنَنجوا بإنفسنا من هذهِ الأنفاق..؟

كم من الوقت يطفوا في عتمة الوحدة،

حتى الحزن ينتشئ بخيباتنا ليعش يوماً إضافياً على حِساب السقراطيون،

الحزن القديس الوحيد في تفسير الرؤية،

كثيراً ما تسقط النجوم الجميلة،

في يد من لا يستحقها،

ولكن تبقى الكواكـب كأنها إيماءةٍ سحرية تَشعُ بِعنجهةِ الظلام،

لِتضيئ نوايا سوداء بين دفات صفائحنا الفارِغـة،

خلفتها ذنوب لم تُغتَفـر…؟!

ونسأل أنفسنا يا ترى كم فنجانٍ نحتاج لنرى الحظ الخردلـي وهو راكداً مُتَشبثاً في قاعهِ…؟

كم ليل نحتاج لنصبُ ايامنا المالحة

فـي فَناجين الأخطاء…؟

كل العرافات وقارئــةَ الفنجان بطل سحرهن من أجل معرفـة ليلةٍ واحدة تَضجُ بالنزاعات..؟!

لا سهر بعد هذا اليوم..؟!

سيبقى الليل وحيداً

كزهرةٍ في الجليـد،

أو كـ كنـسةٍ مهجورة،

أو كـ ضبـيٍ هاربِاً فـي العراء

لا ليل فـي هـذا الليل …….

(الَـلـيل الَـيـلَـكــي=الَـلـيل البَنَفـسَـجـي)

شاهد أيضاً

٤٥ ألف كتاب مجاني بأكبر مهرجان للقراءة في العراق

انطلاق الموسم ١١ لمهرجان “أنا عراقي أنا أقرأ” بحضور أكثر من ٣ آلاف شخص شهدت …

error: Content is protected !!