صوتها – بغداد
تستمر الدوائر المختصة بإعدام الدواجن المصابة بفيروس انفلونزا الطيور، في عدد من محافظات العراق، بالمقابل تصدر وزارة الزراعة بين فترة وأخرى قائمة بمنع استيراد الدواجن لعدد من الدول لمنع انتشار المرض.
لكن على الرغم من ذلك، سجلت احدى مستشفيات الموصل وفاة موقوف من “داعش” بعد إصابته بهذا المرض، في وقت أعلنت دائرة صحة نينوى، امس الأربعاء، حالة الطوارئ بعد الاشتباه بأربع إصابات بمرض أنفلونزا الطيور في المحافظة.
وكانت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية أعلنت، الاسبوع الماضي، عن تفش لسلالة شديدة العدوى من فيروس انفلونزا الطيور وسط العراق، فيما اكدت دائرة البيطرة بأن بحوثها تبين أن هذا الفيروس ضعيف الانتقال الى الإنسان.
وتزداد بؤر الإصابة في محافظتي ديالى وبابل، فيما تجاوزت خسائر مربي الدواجن في هاتين المحافظتين، حاجز الخمسة مليارات دينار، في وقت تطالب أوساط نيابية الحكومة بتسريع وتيرة التعويضات.
وأنفلونزا الطيور، هو مرض فيروسي قاتل يصيب الحيوانات عموما والطيور بشكل خاص؛ إذ ينتشر الفيروس في دماء الطيور ولعابها وأمعائها وأنوفها، فتخرج في فضلاتها التي تجف لتتحول إلى ذرات غبار متطايرة يستنشقها الدجاج والإنسان، ويعتبر الوز والحبش والبط والدجاج الأكثر إصابة بهذا الفيروس.
وافاد مصدر طبي في محافظة نينوى، يوم امس، بوفاة موقوف من “داعش”، بعد إصابته بمرض انفلونزا الطيور في الموصل.
وقال المصدر إن “أحد عناصر تنظيم داعش توفي بعد اصابته بمرض انفلونزا الطيور”، موضحا أنها “أول حالة سجلتها مستشفيات الموصل”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن أسمه، أن “الكوادر الطبية أخلت مستشفى الشفاء الذي سجل الحالة، وأعطى لقاحات طبية مضادة للمرضى المتواجدين في المستشفى”.
من جانبه، قال مدير عام صحة نينوى فلاح حسن عيسى إن “أربع حالات إصابة لمرضى تم الكشف عنها في محافظة نينوى يشتبه كونها مرض أنفلونزا الطيور”، لافتا الى “إعلان حالة الطوارئ في المحافظة”.
وأضاف عيسى، “تم إرسال عينات من الإصابة الى وزارة الصحة لإجراء التحليلات اللازمة”، مؤكدا “تشكيل غرفة عمليات لمتابعة هذه الإصابات، وتلقيح جميع المنتسبين الذين يتولون علاج المصابين في ردهات مخصصة لهذه الحالات”.
الى ذلك، أوضح مدير عام دائرة البيطرة صلاح فاضل عباس في حديث له”ظهرت بؤرتان مرضيتان لمرض انفلونزا الطيور من عترة H5N8 في محافظتي ديالى وبابل”.
وتابع، “بعد أخذ العينات وإجراء الفحص المختبري في قسم المختبرات والبحوث البيطرية تبين أن هذه العترة ضعيفة الانتقال الى الإنسان”.
في غضون ذلك، قال النائب الأول لمحافظ ذي قار عادل الدخيلي إننا وجهنا بمنع إدخال أنواع الطيور كافة ومنتجاتها والأعلاف وتشديد الإجراءات في السيطرات الداخلية والخارجية، تحسباً لحدوث إصابات بمرض انفلونزا الطيور”.
كما بيّن، انه “تم توجيه أطباء بيطريين مختصين وممثلين من مديرية زراعة ذي قار الى المرابطة في السيطرات الرئيسة لغرض إجراء الفحوصات السريعة واتخاذ الإجراءات التي حددتها خلية الأزمة”.
وكان وزير الزراعة، فلاح حسن، قد اعلن الاسبوع الماضي، إصابة حقل واحد لتربية الدواجن في محافظة بابل وسط العراق، بمرض انفلونزا الطيور، وذلك بعد أيام من السيطرة على بؤرة أصيبت بالمرض في محافظة ديالى.
في السياق ذاته، يقول رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية النائب فرات التميمي إن “ظهور مرض انفلونزا الطيور في حقول دواجن في ديالى وبابل، كبد اصحابها خسائر مادية فادحة تجاوزت حاجز الخمسة مليارات دينار”، مؤكدا ان اغلب المربين “لم يعد بمقدورهم اعادة الانتاج بسبب الديون المتراكمة”.
ودعا التميمي، الحكومة المركزية الى “تشكيل لجان تعويض عاجلة لتسريع وتيرة دفع التعويضات لاصحاب الحقول المتضررة من انفلونزا الطيور، من أجل بدء اعادة الانتاج من جديد لدعم الاقتصاد المحلي”.
وكانت حقول دواجن في ديالى وبابل، أصيبت مؤخرا بمرض انفلونزا الطيور، ما ادى الى اعدام عشرات الاف من الدجاج لاحتواء المرض.