الاقتصاد ابن الاقتصاد


جعفر الونان

يعيش العراقيون هذه الايام الكآبة بكل تفاصيلها، فقد وضع وباء كورونا مخالبه َ بكل الأيام والساعات والدقائق وباتت تصريحات المسؤولين المعنين عن هذا الوباء ترجف القلوب وتضيق الصدور.

وصار الحديث عن أي مشروع أو أي فعل و تخطيطٍ يخص البلاد ومستقبلها يأتي شبح كورونا بقوة ليخيم عليه ويفرض ظلامه الدامس والمجهول، لكن التحدي الأكبر والأصعب والأعمق الذي يواجه العراقيون هذه الأيام ليس التخلص من وباء كورونا فحسب، بل التعايش مع الوضع الاقتصادي الجديد في ظل اعتماد العراق على النفط (فقط)، ومع بقاء غياب رؤية اقتصادية واضحة للاقتصاد العراقي.

مرحلة صعبة، ومعقدة ،ونحن نفتشُ في جيوب الإفلاس عن دينار هنا ودينار هناك ولغة الأرقام المخيفة التي تنذر بشبح الافلاس وتقول إنه قادم لامحال!

أخطر الملفات وأعقدها الآن هو ” الاقتصاد” فليس مهماً تناطح المواقف السياسية فيما بينها، وليس مهماً ايضاً الصراع نحو السلطة وتفاصيلها، ليس مهما كذلك من سيصل إلى كأس التنافس ولذته محور السين او جماعة الصاد.

المهم الأكثر أهمية الان الشعور بالخطر الذي تمر به البلاد، الشعور بالمسؤولية الذاتية، الابتعاد عن تبادل المسؤولية والأخطر من ذلك انتظار سقوط الأشياء الكبير حتى تنال من خصومك.

الوصول إلى ضفاف الأمان يتطلب الوقوف المشترك نحو حل الازمات لاسيما الاقتصاد الذي هو بوابة حل لكل الحلول وخطوة تخليص البلاد من جوع متوحش ، فشماعة الفشل هذه المرة يتحملها الجميع و عندما تغرق السفينة الكبيرة لن تنفعها النجادات الصغيرة كما يقول المثل الانكليزي القديم!

شاهد أيضاً

ازمة لبنان تعبر خطوط الإنذار

العاصمة بيروت تتعرض للقصف الجوي من العدوان الإسرائيلي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى َوتهجير …

error: Content is protected !!