أصبحت الفنانة عبير أحمد رقماً صعباً في الدراما الكويتية والخليجية. عبير التي تسير بخطى ثابتة، عزّزت وجودها واستحقت أن تكون في مصاف نجمات الصف الأول من الجيل الثاني. لا تمانع أن تلعب دوراً تظهر فيه أكبر من عمرها وتهتم بتفاصيل الشخصية التي تجسدها وترفض المجاملة على حساب فنها وترى أن الثنائيات الفنية لا يجب أن تمتد لأعمال عدّة. كما لا تحب أيضاً أن تُحسب على شخص أو مجموعة وترحب بالتعاون مع الجميع. وعلى الرغم من ذلك، فهي تخشى الوسط الفني المصري. عبير أحمد تحدثت في لقاء مع “سيدتي” عن نشاطها الدرامي هذا العام وعن تفاصيل أخرى.
ما العمل الذي استفزك لمتابعته خلال شهر رمضان الفائت كمتفرجة؟
مسلسل «دفعة القاهرة» لا سيما أن تنفيذه كان مميزاً ومختلفاً وأخص بالذكر الإطلالة النسائية لبطلاته، فكل واحدة منهن لا تشبه الثانية ولكلّ منهنّ طريقة أداء خاصّة بها. وهذا يعني أن خلف العمل «ستايلست» ومع الأسف نفتقد ذلك في غالبية أعمالنا الدرامية. كما كانت مواقع التصوير مميزة، خصوصاً أن المسلسل صُوّر في مدينة الإنتاج الإعلامي بالعاصمة المصرية القاهرة. وهذا يدلّ على أن العمل نُفذ باحترافية كبيرة. وأهنئهم على خروج المسلسل بهذه الصورة. وكنتُ أتمنى أن يضم كل مسلسل كويتي كادراً فنياً يختص بشكل الممثل ويتابع أدق تفاصيل الديكورات.
ماذا على المستوى العربي؟
مسلسل الفنانة نادين نجيم «خمسة ونص» لما يتضمنه من جرعة رومانسية كبيرة، كما أنه مكتوب بطريقة جميلة ونُفذ بصورة ممتعة. تابعت أداء الممثلين وانفعالاتهم الطبيعية، بعيداً من أي مبالغة وتشنج.
أنت حريصة على متابعة غيرك والإشادة بالأعمال الجيدة؟
بكل تأكيد، أنا كفنانة أتابع كل ما يُعرض. ويجب أن أستفيد مما أشاهده.
خبيرة مظهر
برأيك هل ضروري وجود خبيرة مظهر لأي عمل درامي؟
بكل تأكيد لأن لها لمسات مختلفة. وقلّما يوفر منتج عمل خبيرة مظهر «ستايلست». أذكر أنّها مرة واحدة فقط، التي كنتُ أشارك فيها بعمل خليجي، واستعان المنتج بخبيرة من مصر. غير ذلك، أعتمد على نفسي في غالبية الأعمال التي أشارك فيها لجهة اختيار الأزياء والإكسسوارات بما يناسب الشخصية التي أجسّدها.
لنتوقف عند نشاطك الدرامي خلال شهر رمضان الماضي ونبدأ من «حضن الشوك»؟
أعتبره محطة مهمة في مشواري الفني، بخاصة أنني قدمتُ شخصية مختلفة. وسعدتُ بالفعل بالتعاون مع المخرج حمد البدري والكاتب عبد الله السعد وفريق العمل، وعلى رأسهم الفنان ابراهيم الحربي والفنانة التي أعتز بالمشاركة معها، إلهام الفضالة، إذ ظهرنا بشخصيتين متناقضتين في العمل. وكانت بيننا صراعات عدّة. فهي الزوجة الأولى للحربي وأنا الزوجة الثانية. ومن أصعب المشاهد، ذلك الذي اكتشفت إلهام من خلاله حقيقة كوني الزوجة الثانية.
هذا المشهد صوّبت إلهام كوب العصير وقالب الحلوى تجاهك. ماذا تحدثينا عنه؟
بالفعل ولله الحمد إن إلهام لم تكن دقيقة تماماً بحيث لم يرتطما في وجهي. ولا أخفيك سراً كنت متخوفة قليلاً. وأيضاً إلهام كانت مترددة، خصوصاً أن المخرج البدري وجهني إلى أن أتفادى قالب الحلوى. ثم أظهر في الكادر وأنا أستكمل حواري مع إلهام. وبالفعل، صوّرنا المشهد من أول مرة. وبعد الانتهاء منه، لم نتمالك أنفسنا من الضحك.
استعداد مكثف
كيف كان استعدادك لهذا العمل؟
استعددتُ له كثيراً من خلال التحضيرات والعمل على الشخصية وفهم ملامحها، فالشخصية مركبة، وأجسد فيها مرحلتين مختلفتين من العمر تماماً، من خلال ظهوري شابة في بداية العمل، ثم تتوالى الأحداث لأظهر متقدمة في السن في الخمسين من العمر، كما يتناول العمل فترة ما قبل الغزو العراقي للكويت مباشرة، وما تخلّل تلك المرحلة من أحداث درامية متشابكة ومشاعر وأزمات. لذلك، كانت هناك ضرورة لأستعد جيداً للعمل، بدءًا من الأزياء التي انتقيتها بعناية لسببين، الأول الحقبة الزمنية التي تدور خلالها الأحداث والثاني أنني ظهرتُ بشخصية الزوجة الثانية. ورأيتُ ضرورة أن تظهر تلك الزوجة بصورة مميزة من ناحية الأزياء والإطلالة. فهي الزوجة الثانية التي تخدع الرجل ليسقط في شركها. وبالفعل، تحقق لها ما تمنت. وقبل بدء التصوير، ركزتُ على العودة إلى مسلسلات الثمانينيات التي قدمتها النجمتان القديرتان سعاد عبد الله وحياة الفهد لأتعرف على أزيائهما خلال تلك الفترة. وبالفعل، اخترتُ أحد فساتين الفنانة سعاد عبد الله الذي كانت ترتديه في الثمانينيات ونفذتُه وارتديتُه في «حضن الشوك».
بعض الفنانات قد يخشين تجسيد مرحلة عمرية أكبر منهن؟
لا أجد إشكالية في ذلك، على الرغم من أنها المرة الأولى التي أظهر فيها بمرحلة عمرية أكبر مني وتحديداً في الخمسينات من العمر. واستغرقت فترة من الاستعداد النفسي لشخصيتي، خصوصاً أنها عندما تتقدم في العمر، تصبح مشاهدها في العمل قصيرة وفترات الصمت طويلة. وتستعيض عن الحوار بنظرات العين أو الإيماءات التي تحمل مغزى ورسالة، حتى تحركاتها في المنزل وصعود ونزول الدرج كلها أمور احتاجت إلى التدريب.
أنا بطبيعتي طيبة
اقترن اسمك بأدوار الشر، خصوصاً آخر عملين في «مع حصة قلم» ثم «حضن الشوك». هل تعمدت ذلك؟
تستفزني أداور الشر لأنها تحتاج إلى تمثيل وتقمص للشخصية، بينما أدوار الطيبة والحزن غير محركة للأحداث. أضف إلى ذلك، عندما أقرأ النص وأجد أن الشخصية شريرة، أبحثُ حولي وفي المجتمع عن نموذج قريب منها، وأرصد كيف تتعامل مع من حولها لأقدم صورة واقعية.
ولكن البعض قد يرى أن عبير تؤطر نفسها داخل دائرة الشر؟
لا أعتقد ذلك، لأنني أحرص على التنوع حتى إن قدمتُ دور شر، أعيد صياغته بأسلوب مختلف وأختار شكلاً جديداً يفاجىء المشاهدين. كما أن ترشيح المنتجين والمخرجين لي لأداء هذه النوعية من الأدوار، دليل على ثقتهم في أداوتي.
هل تنعكس هذه الأدوار على تعاملك مع من حولك؟
أنا بطبيعتي طيبة وأتعامل مع الجميع من حولي على سجيتي، لأنني قدمتُ عدداً كبيراً من هذه الأدوار، فاكتسبتُ خبرة التعامل مع الأشرار.
ما أصعب دور قدمته خلال مشوارك؟
هناك شخصيات عدّة قدمتُها وكانت صعبة في التعاطي معها وتجسيدها ولا سيما تلك المركّبة مثل «ريا» في مسلسل «حريم». وقد تكمن الصعوبة في الفنان الذي أتعامل معه مثل مشاري البلام في مسلسل «مع حصة قلم»، إذ إنّه سريع البديهة وكان يجب أن أجاريه طوال الوقت. وهذا ما حصل بالفعل، كما شاهدتم في العمل.
هل أنت مع الثنائيات الفنية؟
أنا مع الثنائيات الفنية المرحلية في عمل أو اثنين ولكن ليس طوال الوقت. وأنا أؤيد ثنائيات أدوات النجاح مثل شركة أو مخرج أو ماكيير، ولكن كفنانين لا أحب أن أُحسب على أحد. أنا فنانة حرة، أتطلع إلى العمل مع الكل وأخوض أي تجربة جديدة ومختلفة.
ولكنك تعاونت مع الفنان إبراهيم الحربي في أكثر من عمل؟
كانت صدفة جميلة جداً أن ألتقي الفنان القدير إبراهيم الحربي في ثلاثة أعمال متتالية، لا أخفيكم سراً سعدتُ جداً بهذه التجارب، خصوصاً أن بيننا تناغماً وكيمياء.
أسقطتُ المجاملة من حساباتي
ترتيب الأسماء على مقدمات الأعمال الدرامية تخلق مشكلات عدّة. ما تعليقك؟
لديّ قناعة بأن ترتيب الأسماء على التتر لا يقيّمني لأنني أعرف جيداً قيمة نفسي، وأعرف مكانتي عند الجمهور، ولكنني أصبحتُ أتحدثُ في هذه النقطة بعدما ظُلمتُ في أكثر من عمل. ويبقى أن الأمر نسبي من منتج إلى آخر. هناك من يعي أهمية كل فنان وحجم عطائه، وهناك من يغفل ذلك.
يبدو أن اهتمامك في المقام الأول منصبّ على النص؟
أعتبر أن أبرز المعوقات التي تواجه أي فنان عدم توافر نص جيد، خصوصاً أن الدور الحقيقي للفنان المبدع هو أن يبحث عن كل ما هو جديد وممتع للجمهور. وهذا يحملنا مسؤولية الانتقاء، لأنّ كل ما نقدمه، يُسجَّل في تاريخنا.
الغيرة بين الفنانات أمر شائع. هل تؤثر في علاقتكم؟
لا أعتقد أنها قد تؤثر في علاقتنا. نعم الغيرة موجودة وهي أمر شائع بين الفنانات بشكل عام.
هل تجامل عبير في اختياراتها الفنية؟
أسقطتُ المجاملة من حساباتي والآن أختار فقط الأعمال التي تضيف إلى رصيدي الفني لأكون عند حسن ظن جمهوري.
لماذا تراجعت عن المضي قدماً في الدراما المصرية؟
آخر إطلالة لي في الدراما المصرية كانت عام 2009 ولكني أرى نفسي في الدراما الخليجية التي شهدت انطلاقتي. وهنا استطعتُ أن أتأقلم مع الحياة. وأعتبر الكويت وطني الثاني، وقد ارتبطتُ روحانياً بالكويت وأعتقد أن الوسط الفني المصري صعب. والجمهور عرفني في الخليج وحظيتُ بالمكانة التي أطمح لها.
ولكن الوسط الفني المصري يشرّع لك أبواب الشهرة على مصراعيها؟
بالفعل، ولكنني لست مجنونة شهرة ولا أسعى إلى مزيد منها ومقتنعة جداً بالمكانة التي وصلت إليها.
مسرح الكبار
لماذا هجرت مسرح الكبار لفترة قبل عودتك في «الطمبور»؟
انقطعتُ عن المسرح لفترة لأنني لم أجد نفسي في غالبية ما عُرض عليّ من أفكار ولانشغالي بالدراما قبل أن يعيدني المنتج والكاتب بندر طلال السعيد في «الطمبور»، فوجدتُ نفسي في هذا الدور. وكان التوفيق حليفـي وحمل العمل مقومات نجاحه بدءًا من الفكرة، مروراً بمشاركة الفنان القدير سعد الفرج كقائد لهذا الفريق ووصولاً إلى حضور عددٍ كبيرٍ من نجوم الساحة الفنية ضمن فريق العمل.
«سيركو» حققت ردود أفعال طيبة؟
بالفعل، خصوصاً أننا بدأنا العروض بالتزامن مع عطلة عيد الفطر، من ثم عادت المسرحية مجدداً للجمهور في عيد الأضحى وقدمنا 3 عروض أخرى بحلة جديدة تماماً، مع بعض التغييرات والإضافات تحت قيادة المخرج عبدالله الويس، الذي يشارك أيضاً في التمثيل، إلى جانب الفنان عيسى ذياب وكثيرين من الممثلين المتميزين. والمسرحية من تأليف فجر صباح، وتأليف موسيقي عبدالعزيز الويس، وهي مختلفة تماماً على صعيد الشكل والمضمون عن أي مشروع سابق شاركت فيه، خصوصاً أننا نقدم نوعاً مغايراً من الإبهار وصورة جديدة وديكورات ضخمة.
وماذا عن أعمالك التي لم تُعرض بعد؟
أنتظر عرض مسلسل «أمي دلال والعيال» من بطولة هيفاء عادل وإبراهيم الحربي، وتأليف عبدالعزيز الحشاش وإخراج سلطان خسروه. أيضاً صورتُ قبل فترة مسلسل «مساحات خالية» الذي سيعرضه تلفزيون الكويت قريباً وأشارك في بطولة العمل إلى جانب مجموعة من الفنانين، منهم سلمى سالم وزهرة الخرجي وعبدالله الطراروة، ومن تأليف علي فريج، وإخراج محمود دوايمة وأقدم في المسلسل دوراً مختلفاً تماماً لم أقدمه من قبل لسيدة تستولي عن طريق التحايل، على ثروة ليست من حقها، وتسعى إلى الظهور بمظهر الأثرياء، ولكن جهلها وضحالة ثقافتها وحقدها الداخلي تكشف عن زيف مظهرها، وتجعلها منبوذة ومحط استنكار من المحيطين.
حدثينا عن جديدك الفترة المقبلة؟
انتهيت من تصوير دوري في مسلسل «عافك الخاطر» من إخراج مناف عبدال ومن تأليف عبد الله الرومي. وأجسد في العمل دور «فاطمة» التي تمر بمرحلتين زمنيتين مختلفتين مطلع الألفية والوقت الحالي. وشخصيتي طيبة. والمسلسل مقرر عرضه نهاية يناير الجاري.
هل أصبحت النجومية تُقاس بعدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي؟
لا أعتقد ذلك، لأن النجومية يحكمها العمل والاجتهاد والموهبة والتاريخ، خصوصاً أن عدد المتابعين ليس مقياساً، وغالباً ما يعبّر عن شريحة واحدة من الجمهور.
الوزن المثالي
ظهرت أخيراً بـ«لوك» مختلف وقد فقدت كثيراً من وزنك؟
نعم كنتُ حريصة على الوصول إلى وزن مثالي. وبالفعل، تحقق ما أردت وكل من شاهدني في الفترة الأخيرة لاحظ هذا الأمر. وهو أمر إيجابي على مستوى الصحة العامة للإنسان وأيضاً كنوع من التغيير، بما يكسب الفنان رشاقة وقدرة على التعامل مع جميع الشخصيات. كما يمنح الفنان الحيوية واللياقة الذهنية أيضاً. جميعها إيجابيات كنتُ في غفلة عنها بسب دوامة العمل والحياة.
علاقتي بولديّ
ماذا عن علاقتك بولديك (صبي وفتاة)، هل ترفعين شعار الديمقراطية أم الديكتاتورية؟
أنا ديمقراطية، أناقشهما. قد أبدو ظاهرياً حازمة وشديدة في التعامل معهما، ولكن واقع الأمر يختلف تماماً، نحن أصدقاء نتحدث ونتحاور ونتناقش.