عرضت صحيفة “القضاء” اعترافات اثنين من اكبر عصابات تسليب السيارات في البلاد التي ألقي القبض عليها مؤخرا بجهود قضائية وأمنية مشتركة واعترف أفرادها بعمليات سرقة وقتل عديدة ضد مواطنين أبرياء وبيع سياراتهم المسلوبة عبر متهمين متعاونين في محافظات الشمال والوسط.وقال قاضي محكمة التحقيق المركزية في جانب الرصافة ببغداد إن محكمته “صدقت اعترافات أكبر عصابتين في بغداد متخصصتين بسلب السيارات وقتل أصحابها ومن ثم بيعها في المحافظات الشمالية أو الجنوبية”.
واكد القاضي في تصريح إلى “القضاء” أن “المجموعة الأولى مكونة من أربعة أشخاص متقاربين بالأعمار وجميعهم عاطلون عن العمل”، لافتا إلى أنهم “تعرفوا على بعض في احد النوادي الليلية التي كانوا يرتادون إليها لغرض احتساء الخمور ولعب القمار (الدنبلة)”.
والتقى مراسل “القضاء” بالمتهم “محمد” وهو أهم المجرمين في هذه المجموعة الذي يبلغ من العمر 23 عاما ويحمل شهادة بكالوريوس في اللغة التركية.
يقول محمد لـ”القضاء”: “كنت اعمل في احد المحال المختصة بصناعة الحلويات في منطقة الأعظمية واسكن في بيت شقيقتي القريب من محل عملي لأن أهلي من سكنة محافظة ديالى”، مضيفا “كنت أتردد على احد النوادي في المناطق القريبة لكي احتسي الخمر والعب القمار بمبالغ بسيطة، وكان في حينها عملي غير مستقر لأن هنالك مشاكل بيني وبين صاحب العمل، وبعدها بأيام تركت العمل عندما تعرفت على احد الاشخاص من مرتادي هذا النادي وتبادلنا أرقام الهاتف…”.
وأكد محمد ان “العلاقة تطورت من خلال اللقاءات والمكالمات الهاتفية الى ان فاتحني بالموضوع وهو تكوين عصابة لتسليب السيارات وبيعها في شمالي العراق مقابل مبالغ مالية، وفي حينها طلبت منه اعطائي مهلة كي افكر وفي اليوم التالي اتصلت به وأبلغته بالموافقة”.
ويكمل المتهم “استغرق الوقت حتى تنفيذ العملية الأولى ما يقارب الأسبوعين وكانت خلالها مجموعة لقاءات مع أشخاص يكونون أفراد المجموعة وهم ثلاثة وأنا الشخص الرابع”.
وعند السؤال عن كيفية التصرف بهذه السيارات يجيب محمد “نقوم بالذهاب بها الى محافظة السليمانية وإعطائها لشخص يتكفل ببيعها هناك، وهذه هي مهمتي”، لافتا إلى أن “الآلية هي أني استأجر سيارة تكسي لغرض أن أذهب إلى السليمانية ومن ثم نقوم بتسليبها وقتل صاحبها”.
واسترسل محمد أن “مجموع العمليات التي نفذناها خمسة، أربع منها كانت لأشخاص لا نعرفهم يعملون بصفة سائق تكسي لسيارات خصوصي حديثة وهذا كان شرط “إسماعيل” الرجل الذي يأخذ السيارات في السليمانية بعد أن يتم استئجارها من خلالي ومعي علاء ومن ثم يقوم قاسم وجلال بملاحقتنا الى أن نصل لمكان قليل الحركة لنشهر مسدسا بوجه السائق ونأخذ السيارة عنوة”.
واستطرد محمد “بعد ان نقوم بسرقة السيارة اتجه بها بشكل مباشر إلى السليمانية وأقوم بالاتصال بإسماعيل لكي يكون بانتظاري في سيطرة الدخول ومن ثم ندخل ويأخذ السيارة ليبيعها الى اشخاص لا اعرفهم ويعطيني المال الذي كان يتراوح بين أربعة الى ستة آلاف دولار للسيارة الواحدة حسب النوع والموديل”.
اما العملية الخامسة وبحسب قول محمد “أنها كانت لأحد الأشخاص ممن اعرفهم من خلال استئجاري له اكثر من مرة لغرض إيصالي، فقمت بالاتفاق مع علاء لتسليب هذه السيارة وبالفعل اتصلت به ليأخذنا الى منطقة الصليخ وفي الطريق طلبت منه التوقف لغرض شراء الكحول، وبالصدفة رأيت جلال قريب على ذلك المحل وطلبت منه ان ينضم إلينا”.
وقال محمد “انضم جلال وقلت له سأطلب منه ايصالي الى مكان تم الاتفاق عليه لكي يكون متواجدا بشكل قريب لنأخذ السيارة، وبالفعل عندما وصلنا الى منطقة الصليخ قمت بالترجل من السيارة الى ان وصلت لجلال ومن ثم رجعت ووقفت خارج السيارة وجلال دخل في المقعد الخلفي وقام بإطلاق النار على السائق برأسه من الخلف وأنزلناه وأخذت السيارة واتجهت بها إلى السليمانية”.
أما العصابة الأخرى كانت تمارس نشاطها بين محافظات واسط وبغداد وبابل، وأفرادها من هذه المحافظات وعددهم أربعة بينهم امرأة واحدة بالإضافة الى الشخص الخامس الذي يشتري السيارات المسروقة ويبيعها في محافظة بابل.
أحد المتهمين ويدعى حامد (33 عاما) متزوج مرتين ويمتلك خمسة أولاد، قال لمراسل “القضاء” إن “المجموعة تكونت بعد أن خرجت من السجن وأكملت مدة محكوميتي (4 سنوات عن جرائم تحرير صكوك) وكنت بلا عمل واسكن في قضاء العزيزية، وفي أحد الأيام اتصل سيف (شريكي في السجن) وطلب لقائي ليخبرني أن صديقا له طلب سرقة سيارات نوع حمل وبيعها له”.
واضاف حامد “بدأت أفكر بكيفية تدبير الامر وبالمشاورة مع احمد (قريبي) الذي وافقني الرأي انتقلنا الى بغداد وقمنا باستئجار بيت في منطقة الكيارة التابعة لمدينة الصدر ووضعنا به مجموعة أغراض وقام احمد بالاتصال بـ(هناء) التي كان على علاقة بها وجلبها لكي تعيش معنا في هذا البيت محشما إياها بالزواج”.
واكد حامد ان “مجموع العمليات التي نفذناها هي سبعة اغلبها كانت لسيارات حمل نوع كيا وبمختلف الموديلات بالإضافة الى سيارة هونداي باص نوع استاركس وسيارة من نوع هونداي النترا أجرة وجميعها كانت بطلب من سيف الذي بدوره ينسق عملية بيعها في محافظة بابل من خلال احد الأشخاص”.
واسترسل حامد أن “جميع العمليات تكون من خلال استدراج صاحب العجلة الى البيت لغرض نقل أثاث او لغرض الذهاب لأداء الزيارة ومن ثم نقوم بتهديده بالسلاح وتقييده واخذ السيارة منه الى ان نقوم بالتخلص من السيارة بعد ان يأتي سيف ومن معه ويأخذونها الى محافظة بابل ونقوم بترك صاحب السيارة والانتقال الى بيت آخر”.
وقال حامد ان “عملية سرقة السيارات كانت مصحوبة بجريمتي قتل إحداهما لصاحب السيارة الالنترا كونه كان على علاقة بأحمد الذي قام بقتله بعد أن ادخله الى البيت في وقت الفجر بحجة استئجاره والذهاب لاداء الزيارة فقام بقتله بواسطة مسدس محور قام بشرائه لكي نقوم بتهديد أصحاب السيارات”.
اما الجريمة الأخرى “فكانت ضد هناء بعد ان ازدادت الخلافات بينهم وتكرار طلبها للزواج منه قام بالاتصال بي وطلب مني ان اخذ هناء وأتوجه بها الى محافظة واسط وكان هو بانتظارنا وأخذنا الى احد الاماكن الزراعية وطلب منا الترجل من السيارة وبالفعل ترجلنا واخذ هناء وقيدها ووضعها بحفرة كان قد تم حفرها مسبقا وأطلق عليها أربع اطلاقات”