صوتها:بغداد
محمود الحسيني
تمثل الكتل الكونكريتية احد الصور المؤلمة التي تذكر العراقيين بواقع مؤلم، ومرحلة ملؤها الدماء والسيارات المفخخة التي حصدت آلالاف الارواح البريئة التي ذهبت ضحية الارهاب والطائفية والعقول المتحجرة والظلام.
كانت تلك الأيام مليئة بالاحداث والصور الغريبة، منها الكتل الكونكريتية، التي نام العراقيون وصحوا ووجدوا نفسهم بوسط سجن يحيط بمناطقهم وحد من تحركاتهم التي باتت عبر منافذ معينة يحيطها العسكر والقوات الامنية التي التجأت لها للحفاظ على الوضع الأمني في ذلك الحين ومحاولة الحفاظ على أرواح الناس.
هذه الكتل لم يعهدها العراق ولم يرى مثلها، الا من خلال شاشات التلفزيون، وربما اشهر مشهد شاهده العراقيون في ذلك الحين هو جدار برلين الذي كان يفصل شطري المانيا الغربية والشرقية قبل ان يتحطم وتلتئم الدولة، ولم يكونوا يعرفوا ان جدار برلين سيكون نموذج بسيط لما سيؤول اليه الحال في العراق وبالتحديد بغداد من اسيجة كونكريتية شاهقة كئيبة .
لكن بحمد الله .. بعد مرور سنوات طويلة على وجود هذه الكتل (التي لا يعرف احد عددها وربما تصل الى مليون او اكثر او اقل حسب تقديرنا)، بدأت القوات الامنية وكوادر امانة بغداد برفعها بصورة تدريجية ، لترجع بغداد تتنفس الهواء الطلق مرة اخرى ويعود جمالها تدريجيا .
ولو اخذنا شهر آب الماضي فقط، سنرى ان امانة بغداد رفعت الكتل الكونكريتية من 24 موقع حكومي في جانبي الكرخ والرصافة، وبعدد للكتل في هذه المواقع يتراوح 861 كتلة.
واعلنت امانة بغداد عن رفع الكتل الكونكريتية من 24 موقع حكومي ضمن جانبي الكرخ والرصافة خلال شهر واحد فقط.
وقالت الامانة في بيان ان “الجهد الآلي والهندسي في امانة بغداد وقيادة عمليات بغداد وبالتنسيق مع مكتب امين بغداد قام برفع الكتل الكونكريتية عن 24 موقعاً حكومياً، مبينا، ان “فتح عدد من الشوارع خلال شهر اب فقط وبلغ مجموع الكتل الكونكريتية المرفوعة عن المواقع المذكورة 861 كتلة كونكريتية”.
من جانب اخر وبتصريح سابق (في شهر نيسان الماضي) قال عضو لجنة التخطيط النائب محمد كريم ان سعر الكتلة الواحد يكلف العراق 2500 دولار امريكي، وانها كلفت العراق مليارات الدولارات.
وبعملية حسابية بسيطة لشهر آب الماضي، فان السعر الإجمالي للكتل الـ 861 التي رفعت من الـ 24 موقعا حكوميا بلغت 21 مليونا و52 ألفا و500 دولار.
وفي شهر نيسان الماضي اعلنت امانة بغداد انها رفعت 1694 كتلة كونكريتية عن اكثر من 29 موقعا مختلفا خلال 30 يوما، ما يعني انها كلفت العراق 42 مليونا و35 الف دولار امريكي.
ما يعني انه لو جمعنا أسعار الكتل الكونكريتية التي رفعت في شهري نيسان وآب 63 مليونا و87 الفا و500 دولار امريكي.
المشكلة بالموضوع انه لا توجد أي احصائية لاعداد الكتل الكونكريتية المستخدمة في بغداد والمحافظات، الا انه لو قدرناها بـ 500 الف كتلة كونكريتية سيكون مجموع سعرها مليارا و250 مليون دولار.