كابول ــ صبغة الله صابر
حصل الأفغاني محمد عمر خان على مبلغ 500 ألف أفغانية (توازي 6500 دولار أميركي) في مارس/ آذار 2018، في مقابل تزويج ابنته بلقيس ذات الأربعة عشر ربيعاً من رجل يكبرها بثلاثين عاماً، بعدما احترق كل ما يملكه من الأخشاب التي كانت توفر لأسرته دخلاً كافياً للحياة في مخيم النزوح الداخلي في منطقة “كمبني” بضواحي كابول.
وستبقى بلقيس مع والدها الذي نزح من إقليم هلمند جنوبي أفغانستان في عام 2011 لمدة عام كامل وفقاً للعقد المبرم بين الطرفين، والذي نص على حصول الوالد على المال نقداً قبل إتمام الزواج، وبالرغم من ذلك رفض الأب وعلامات عدم الارتياح تبدو على وجهه وصف ما حدث بالبيع قائلاً: “لم أبع ابنتي، وإنما زوجتها”، لكن المأذون الشرعي في مدينة جلال أباد، المولوي شفيق الله، يرفض ما ذكره خان قائلاً لـ”العربي الجديد” “صحيح أن عقد النكاح موجود على كل حال، ولكن ما جرى عملية بيع، لأن الهدف، هو الحصول على المال، إذ تجرى عملية مساومة على السعر ويظل العقد معلقاً على اتفاق بين الطرفين على الثمن، أي أن عقد النكاح صار تابعاً للاتفاق على الصفقة وليس سابقاً لها”، وهو ما يتفق معه نصر الله خان أحد زعماء قبائل باركزاي الذي شهد على صفقات من هذا النوع، موضحاً لـ”العربي الجديد” أن: “الظاهرة متفشية لأسباب كثيرة، أهمها بعض الأعراف الخاطئة والنزوح والفقر”.