طالما كان شهر رمضان مميزا في حياة العراقيين الذين اعتادت أسواقهم الشهيرة مثل سوق الشورجة أن تكتظ بالقادمين من جميع أرجاء العاصمة والمحافظات للتسوق استعدادا لشهر رمضان، إذ يعد هذا السوق المعين الذي لاينضب لتزويد العائلة العراقية بكل مستلزماتها.. فلا حيرة في الاقتناء ولاعناء في التفكير.
سوق “الشورجة” شبه خاوية..
السوق شبه خاوية هكذا وصفها صاحب محل البهارات في سوق الشورجة عبد الوهاب محمد مع اقتراب شهر رمضان حيث يقول ان “ما نشهده اليوم هو ضعف الاقبال من قبل العوائل التي اعتادت ان تشتري مختلف الحاجات من سوق الشورجة استعدادا لشهر رمضان”، مبينا ان “الاقبال من قبل العوائل انخفض الى النصف مقارنة بالعام الماضي”.
ويضيف محمد ان “ما نقوم ببيعها في السوق هي موجودة في المناطق والمولات وبنفس الأسعار تقريبا، وبالتالي بدأت العوائل تتجه لهذه الأسواق والمولات بدلا من تحمل العناء الوصول الى سوق الشورجة”، مؤكدا ان “أصحاب المولات والأسواق في المناطق بدأوا يعرفون من اين نجلب البضائع بالجملة ولتتقارب اسعارهم مع اسعارنا وليستعين الناس بهم في الحصول على ما يحتاجونه”.
انخفاض اسعار مائدة رمضان.. العدس
ويقول صاحب محل المواد الغذائية في سوق الشورجة محمد حسن ان “أسعار المواد الغذائية لم ترتفع قبل شهر رمضان كما كانت خلال الأعوام السابقة بل انخفض البعض منها كمادة العدس الذي يعتبر مائدة رمضان الأساسية ليصل سعر الكيلو غرام منه 1000 دينار، فيما حافظت البقية على أسعارها دون زيادة كالرز والزيت والبقوليات”.
ويعزو حسن “ضعف الاقبال من قبل العوائل على سوق الشورجة خلال العام الحالي الى انتشار محلات كبيرة في المناطق والتي كانت لها دور كبير في الاستغناء عن سوق الشورجة وخاصة اذا ما عرفنا ان ما يحتاجه المواطن في رمضان هي بالدرجة الاساس المواد الغذائية والعصائر وهي متوفرة في الاسواق المحلية”.
من جهتها تقول المواطنة ام حنان خلال تجوالها في سوق الشورجة في انها “قدمت الى السوق لتشتري مقص لماكنة الخياطة الخاصة بها وليس للتبضع لشراء مواد غذائية”.
وتابعت انها “قامت بشراء جميع ما تحتاجه من مواد غذائية ومواد أخرى كالعدس والعصائر والبهارات والرز قبل شهر رمضان من الأسواق القريبة من دارها الذي يقع بالقرب من ساحة ميسلون ببغداد”، مبينة ان الأسعار في هذه الأسواق كانت مناسبة”.
يبقى سوق الشورجة المكان المفضل
من جهتها قالت المواطنة خولة حازم ان “التسوق من السوبر ماركت في المنطقة يغنينا عن الذهاب الى سوق الشورجة لانه كل ما تحتاجه موجود في مكان واحد في حين يتحمل الشخص في منطقة الشورجة عناء التنقل لمسافات قد تكون بعيدة للحصول على مبتغاه”.
وتوضح ان “الأسعار قد لا تؤثر بشكل كبير في استقطاب الناس لاسواق معينة”، مستدركة في الوقت نفسه “يبقى سوق الشورجة المكان المفضل لكل عائلة عراقية على مر السنين”.
انتشار واسع لاسواق “السوبر ماركت”
من جهته اعتبر الخبير الاقتصادي محمد الطحان ان ما نشهده اليوم من انتشار واسع لاسواق بيع المواد الغذائية “سوبر ماركت” بالقرب من مناطق دور المواطنين قد اثرت على الاسواق التجارية كسوق الشورجة وجميلة”، مبينا ان ترتيب البضاعة والحداثة في عرض البضائع والسلع في ” السوبر ماركت” كانت لها دور في جذب المستهلك اليها اكثر من محلات الشورجة التي لا يتوفر فيها مثل هكذا امور”.
واوضح ان المواطن يحب التغيير والتطور حتى في عملية الشراء وبالتالي بدات هذه الاسواق تنافس اسواق الجملة حتى في الاسعار لان الشركات التجارية بدأت تزود هذه الاسواق مباشرة”، مستدركا ان “سوقي الشورجة وجميلة لا يمكن الاستغناء عنها كونها تمثل اسواق جملة وفيها عصب الحياة الاقتصادية للعاصمة وحتى لبقية المحافظات”.
وتشتهر في محلات سوق الشورجة ببيع التوابل والكرزات والسكائر والاقمشة والزجاجيات وغيرها من البضائع الاخرى, والتي تعتبر مصدرا رئيسيا في بغداد وحتى لباقي المحافظات الاخرى .
وسوق الشورجة من اسواق بغداد القديمة والمشهورة يعود تاريخ انشائه إلى العصر العباسي المتأخر.. كان اسمه سوق الريحانيين… ثم استبدل إلى سوق العطارين واخيراً سمي سوق الشورجة