صوتها/ثقافة
من بين العديد من الروائيات والكاتبات العرب، هناك القليل من اللاتى استطعن وضع أسمائهن على خريطة الأدب العربى والعالمى، ورغم عدم تحقيق شهرة الجماهيرية الواسعة، مقارنة بكاتبات أخريات، إلا أنهن استطعن تحقيق الهدف الأسمى والأكبر لأى روائى وأديب، وهو ترجمة أعماله للغات أخرى، وانتشارها خارج قطرها الأصلى العربى.
ومن هولاء الكاتبات تأتى الكاتبة العراقية إنعام كجه جى، والتى أعلنت مؤخرا عن صدور الترجمة الألمانية لأولى أعمالها الروائية “الحفيدة الأمريكية”، للمترجم هارتموت فاندريش، والصادرة عام 2008 عن دار الجديد فى بيروت، ودخلت فى القائمة النهائية “القصيرة” المرشحة للفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” لعام 2009، وتدور أحداث هذه الرواية حول العراق بعد الاحتلال الأمريكى، ومآلاته على الوجود العراقى برمته.
وإنعام كجه جى، روائية وإعلامية وكاتبة عراقية، من مواليد 1 يناير 1952، وتقيم فى فرنسا منذ سبعينيات القرن الماضى، وتمارس الصحافة والترجمة، درست الصحافة والإعلام وعملت به قبل أن تنتقل إلى فرنسا عام 1979 لنيل درجة الدكتوراة من باريس، ولا تزال تعيش هناك حتى الآن، وتعمل مراسلة صحفية لجريدتين ناطقتين باللغة العربية.
بدأت “إنعام” مسيرتها مع الكتابة عندنا نشرت كتابا فى السيرة بعنوان “لورنا” عن المراسلة البريطانية لورنا هيلز التى كانت متزوجة من النحات والرسام العراقى الرائد جواد سليم، كما نشرت كتابا بالفرنسية عن الأدب الذى كتبته العراقيات فى سنوات المحنة والحروب، وفى عام 2004 قامت بعمل وثائقى عن نزيهة الدليمى- أول امرأة تستلم منصب الوزارة فى العالم العربى، كما نُشر لها العديد من الأعمال الأدبية من :”لورنا، سنواتها مع جواد سليم 1998، كلمات عراقية 2003، سواقى القلوب 2005، الحفيدة الأمريكية 2008، طشارى 2013″.
روايات إنعام كجه جى
حصلت “كجه جى” على عدة جوائز وتكريمات دولية أبرزها فوزها بالجائزة الكبرى للرواية العربية التى تمنحها مؤسسة لاجاردير، بالتعاون مع معهد العالم العربى فى باريس، إلى الكاتبة العراقية إنعام كجه جي، عن روايتها “طشارى” المترجمة إلى الفرنسية، كما استطاعت الدخول إلى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية البوكر مرتين عامى 2009 و2014، عن ورايتى الحفيدة الأمريكية وطشارى على الترتيب.
وتميل أغلب كتابات الكاتبة العراقية عن معأناة العراق من ويلات الحروب المتعاقبة عليها قائلة: “أسعى، فى أصل كتابتى، إلى أن أدون سيرة عراق زلزلته الحروب”، كما أنها تسألت فى إحدى مداخلتها التليفزيونية لقناة “فرنس 24”: “هل أصبحت المقبرة هى المكان الوحيد للم شمل العراقيين؟”.
كما صرحت فى حوار لموقع العربية: “أكتب عن العراق لأننى أعرفه أكثر من غيره. ولأننى لم أحب بلدًا بالقدر الذى أحببته. ولأنه أصل “ذائقتى” وفيه أجمل ذكرياتى، وأنا أُعاقب نفسى لأننى هجرته، ويحدث أن أتوهم أنه يعاقبنى أيضًا ويأتى ليحاسبنى ويضربنى بالمسطرة، كالبنت الضالة، على أطراف أصابعى ويقول لى بضحكة ماكرة: “هل تصورت أنك يمكنك الهروب بكتابتك بعيدًا عن قبضتي؟”. أنا لم أختر الكتابة عنه بقرار رسمى ولا بفرمان سلطانى. الموضوع يأتى من حيث لا أدري، ويتربع أمامي. لكننى عراقية قبل كل شىء ولم أُحاول خلع هويتى. ويناسبنى تمامًا الاستسلام لقبضة الوطن، حتى لو كنت خارجه. وهناك عشرات الروائيين المغتربين، مثلي، ممن يواصلون الكتابة من إسبانيا وأميركا والخليج وإسكندنافيا وفى معاصمهم (كلبشات) العراق”.