صوتها/اجتماعية
يحيي الكويتيون في الثاني من آب من كل عام، ذكرى مرور 28 عامًا على الغزو العراقي لدولة الكويت، حيث يتذكرون على الدوام هذه الذكرى الأليمة لما خلفته من ضحايا وأسرى، وسط تباين في الآراء تجاه البلد الجار بين من يُحمل الشعب العراقي بأكمله مسؤولية ما حدث، وبين من يقصر المسؤولية على النظام العراقي السابق.
ولم يقتصر الحديث هذه المرة على الغزو العراقي للكويت عام 1990، بسبب حلول ذكراه، وإنما جاء التصعيد من قبل الكويتيين بسبب تصريحات أدلى بها السفير العراقي في الكويت علاء الهاشمي، حول تسمية الغزو، الأمر الذي أثار غضبًا لدى الكويتيين نوابًا وأكاديميين ونشطاء، واصفين التصريحات بـ”الاستفزازية”.
وطالب الهاشمي، خلال لقاء له مع إحدى الصحف المحلية الكويتية، بتغيير وصف الغزو في المناهج الدراسية الكويتية والإعلامية من الغزو العراقي إلى الغزو الصدامي، معللًا طلبه بعدم رضا الشعب العراقي عن غزو الكويت، وذلك لخلق التسامح والتقارب في كافة النواحي بين البلدين.
وأثارت تصريحات السفير الهاشمي استياءً شديدًا لدى الكويتيين الذين طالبوا بلادهم بالرد عليها، وعدم السماح له بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية، وسط تأكيد على أن وصف الغزو العراقي، هو الوصف الوارد في القرارات الدولية.
واعتبر النائب الكويتي عبد الكريم الكندري، أن “الغزو وآثاره محفورة في ذاكرة الكويتيين وليست مجرد مناهج دراسية تتطرق إليه”، مشيرا الى ان “غزو العراق للكويت وآثاره ليست عبارات تُدَرّس في مناهجنا فقط، بل هي محفورة بذاكرة من عاصرها، وستُحفَر بذاكرة الأجيال المقبلة، وعلى وزارة الخارجية التصدي لتصريحات السفير العراقي الاستفزازية وتَدخله في شؤون الكويت”.
ووجه الناشط السياسي الكويتي عبيد الوسمي كلامه إلى السفير قائلًا “سعادة سفير العراق إن تسمية الغزو العراقي، هو التعبير الوارد بقرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن الدولي الذي أعطاها هذه التسمية، وليس راجعًا لتقدير السلطات في الكويت”، لافتا الى انه “ليس بإمكان الكويت تجاوز الشرعية الدولية مجاملة لسفير لم يكلف نفسه قراءة قرارات متصلة بعمله”.
في حين صعدت النائبة الكويتية صفاء الهاشم في تصريحاتها، قائلة “سيظل الغزو العراقي الغاشم، لم ننس ولن نسامح .. جمرة أسرانا وشهدائنا، وجمرة خيانة الجار للجار لن تنطفئ في قلوبنا”.
يذكر أن الموقف الرسمي الكويتي يختلف عن الموقف الشعبي، حيث تعتبر الكويت أن الشعب العراقي لم يكن صاحب قرار الغزو، إلا أن هذا لم يغير من الموقف الشعبي، حيث ما زال العديد من الكويتيين يحملون الشعب العراقي المسؤولية عن الغزو، مستذكرين تفاصيله ونتائجه التي أودت بأرواح الأبرياء وغيرت مسار التاريخ في الخليج والعالم العربي بأكمله.