صوتها/ثقافة
دار النشر: Faber and Faber
سنة الإصدار: ٢٠٠٩
عدد الصفحات: ٤٦٤
يطرح هذا الكتاب أسئلة هامة: هل هناك صوت مثالي يمكننا الوصول إليه كمستمعين من خلال التسجيل؟ أم أن هذا الصوت المثالي يوجد سلفاً وهو يتعلق بكل حقبة وتكنولوجيتها؟ هل تستطيع الموسيقى المسجلة على نقل صوت قاعة العرض كما هي، أم أن فكرة التسجيل في حد ذاتها هي تجربة مختلفة عن العزف الحيّ ومن الواجب الفصل بينهما؟ هل يصب تطوّر وسائط التسجيل وتقنياتها إلى الشكل الذي وصلت إليه في مصلحة جودة الصوت، أم أن معايير جودة الصوت هى معايير نسبية تتغيّر من جيل لآخر؟ هل هناك جدوى من نقد التكنولوجيا عندما يتعلق الأمر بجودة الصوت أم ينبغي التماهي معها؟
يستعرض المؤلف تاريخًا مفصّلًا لتطور وسائط التسجيل، بدايةً من أسطوانة إديسون والأقراص بشتى أنواعها حتى ظهور أقراص الفاينيل ومرورًا بالشرائط الممغنطة وشرائط الكاسيت والأقراص المدمجة، وصولًا إلى الصيغ الرقمية الافتراضية الحالية المتاحة على الإنترنت. تأريخ كل مرحلة يأتي بأسلوب تقني غني بالمعلومات عن كل صيغة موسيقيّة.
نتعرف من خلال الكتاب على صوت تسجيل ألبومات كل حقبة زمنية وعلى دور المؤثرات الصوتية وعلاقتها باستوديوهات التسجيل. كما يشمل الكتاب آليات التسجيل المختلفة كالتسجيل على الشرائط الممغنطة ذات المسارين، ثم ظهور أجهزة التسجيل متعددة المسارات القياسيّة، ثم الرقميّة، انتهاءً بمحطات عمل الصوتيّات الرقميّة المعروفة بالـ DAW’s وتحوّل كل غرفة فنان إلى استوديو منزلي. يسرد ميلنر أساليب مختلفة للتسجيل والإنتاج الموسيقي اتبعها العديد من الفرق ومنتجيها الموسيقيين، كالبيتلز وليس بول وكينج تابي وفناني الهيب هوب وذا كلاش وتوكينغ هيدز ونيرفانا.
يمكننا تقسيم الكتاب إلى جزئين: قياسي ورقمي؛ حيث يشمل كل جزء وسائط التسجيل والاستماع والإنتاج الموسيقي والمجال التي يتيحه كل من التقنيتين. يطرح الفصل قبل الأخير واحدة من أهم القضايا العصريّة التي ما زالت موضوع جدل بين المنتجين الموسيقيين ومهندسين الصوت والموسيقيين المعروفة بسباق الصوت الأضخم حجمًا (loudness war)، تلك القضية الخاصة بجودة صوت الموسيقى المسجلة الحالية التي أصبح مستوى صوتها بالغ العلو على حساب المدى الديناميكي المنعدم بسبب الإفراط في استخدام مؤثرات الضواغط، الأمر الذي قد يصل إلى تشوّه الصوت. يرصد الكاتب هذه القضية من خلال جودة صوت ألبومات ريد هوت تشيلي بيببرز وأمثلة أخرى. لتأتي أهميّة الكتاب من تقديمه لرؤية غير منحازة لتطور التكنولوجيا التي تهم الموسيقي والمنتج الموسيقي والقارئ المعني بالتكنولوجيا للتعمق فيها.