جدل في العراق بشأن القمة العربية.. دعوة الشرع بين القبول والرفض

يحتدم الجدل في الأوساط السياسية العراقية مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية في بغداد منتصف أيار المقبل، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراءمحمد شياع السوداني توجيه دعوة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة، وهو ما قوبل بمواقف متباينة بين مرحبة ورافضة، خاصة داخل قوى “الإطار التنسيقي”.

وبينما باشرت وزارة الخارجية بإرسال الدعوات إلى قادة الدول العربية، أثارت دعوة الشرع موجة من الاعتراضات.

مصادر سياسية مطلعة كشفت أن “الاعتراض داخل الإطار التنسيقي لا يعكس موقفاً موحداً، بل يشير إلى تباين حاد في الرؤى، حيث عبّر حزب الدعوة الإسلامية عن رفضه القاطع لدعوة الشرع، في حين فضلت قوى أخرى كتيار الحكمة وائتلاف النصر التزام الصمت أو إظهار نوع من القبول الضمني”.
وفي موقف حاد، أصدر حزب الدعوة بياناً عدّ فيه حضور الرئيس السوري إلى بغداد “إهانة لدماء العراقيين”، وطالب بعدم توجيه الدعوة إلى أي شخصية لديها ما سماه “سجلاً قضائياً مشبوهاً”، مشيراً ضمنياً إلى تقارير غير مؤكدة عن وجود مذكرة توقيف بحق الشرع.
لكن هذا الموقف اصطدم برد سابق من مجلس القضاء الأعلى، الذي أكد في بيان رسمي صادر في شباط الماضي، عدم وجود أي مذكرة توقيف بحق أحمد الشرع، وأن ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخصوص “مزور وغير صحيح”.
محاولات للتأثير الانتخابي؟
مصدر سياسي رفيع من داخل الإطار التنسيقي لمّح إلى أن بعض الأصوات المعارضة تستخدم هذا الملف لأغراض انتخابية، قائلاً: “البعض يسعى لتجييش جمهوره مبكراً، ويُظهر الرفض لحضور الشرع كجزء من حملة دعائية موجهة استعداداً للانتخابات المقبلة في تشرين الثاني”.
وأشار المصدر إلى أن “التحركات الخارجية للسوداني باتت تُقلق بعض قادة الإطار الذين يرون أنها تمهيد لمرحلة جديدة من الاستقلال السياسي، بعيداً عن نفوذ القوى التقليدية”.

على الجانب الآخر، لاقى إعلان دعوة الرئيس السوري ترحيباً واسعاً من القوى السنية والكردية. 
القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ووزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري وصف القمة العربية المرتقبة بأنها “محطة مهمة لإعادة العراق إلى الحاضنة العربية”، منتقداً الأصوات التي تحاول “إحراج الحكومة بدوافع طائفية”.
ويرى مراقبون أن الجدل حول مشاركة الشرع لا يعكس فقط خلافاً على شخصه، بل يمتد إلى الصراع الأوسع بشأن وجهة العراق الإقليمية، بين من يريد الحفاظ على روابطه القوية مع المحور الإيراني، ومن يدفع باتجاه الانفتاح على العالم العربي والخليجي.

وبينما تصر الحكومة على أن استضافة جميع الزعماء العرب تأتي ضمن إطار ميثاق جامعة الدول العربية، تستمر الأطراف السياسية في توظيف الملف في معركة كسر العظم داخل التحالفات السياسية المتغيرة، ما يضع القمة المرتقبة في مرمى التجاذبات قبل أن تُعقد.

شاهد أيضاً

سأترشح في الانتخابات المقبلة.. السوداني: العراق بحاجة إلى إصلاحات جريئة وشاملة

أشار رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني خلال كلمته في “ملتقى السليمانية التاسع”، اليوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!