
رشا مهند
هناك أناسٌ، لو عرفت قلوبهم، لبكيت.يستيقظون كل صباح، لا لأن الحياة تبتسم، بل لأن هناك شيئًا في داخلهم يقول: تابع… لا تتوقف.
يخرجون إلى العالم بأيديهم الفارغة لكن أرواحهم ممتلئة. يعملون… يحاولون… يؤمنون.
لا أحد يراهم، لا أحد يصفق لهم، لكنهم يستمرون.
يقاتلون شيئًا غير واضح. كأنه ظلّ يلاحقهم. شيء لا يُرى، لكن يُشعر.
كالريح التي تدفعك إلى الوراء كلما خطوت للأمام.
يسقطون أحيانًا.
ينكسرون أحيانًا.
يبكون في صمت، ثم يجففون دموعهم، وينهضون.
ليس لأنهم لا يشعرون، بل لأنهم رغم الشعور، لا يستطيعون التوقف.
يقول لهم الواقع:
“لن تنجح.”
“كل شيء ضدك.”
“استسلم.”
لكن في داخلهم صوت صغير، ضعيف أحيانًا، لكنه صادق، يقول:
“ما أفعله مهم.”
“يوماً ما سيعرفون لماذا قاتلت.”
من أين يأتي هذا الصوت؟
من أين يولد هذا الأمل؟
هل هو من الله؟
هل هو من القلب الذي يحمل رسالة؟
أم من الإيمان بأن الفكرة التي يعيشون من أجلها تستحق كل هذا الألم؟
أنا أكتب لكم، أنتم الذين لا تبيعون ضمائركم، ولا تتكلمون بألسنة غيركم.
أنتم الذين ترفضون المال السهل، والطرق الملتوية، وتتمسكون بالحقيقة ولو وحدكم.
أنتم الذين تبنون عالمًا نظيفًا، في زمنٍ تعفن فيه الكثير.
أنتم النور في وسط العتمة.
وأنتم الأمل حين تنكسر الأماني.
استمروا… فالعالم يحتاجكم، حتى لو لم يعترف بذلك بعد.