
إمرأة عراقية تحمل عبق الزمن الملكي بألوانه وتفاصيله وابتسامته، تتنقل بين المحافل المختلفة تاركة بصمة تنبض ببراءة الأطفال، وحيوية الشباب، وحكمة الأجداد.
تشغل منصب تدريسية في كلية الصيدلة، فرع الأدوية والسموم بجامعة بغداد، كما تترأس منظمة نحن نساعد للإغاثة والتنمية الإنسانية (We Do Help)، التي تُعنى بدعم الأطفال المرضى وذوي الإعاقة.

كان لمجلة صوتها هذا اللقاء مع د. زينة القره غولي
1- كيف كانت طفولتك؟
أجمل مراحل حياتي كانت طفولتي، مليئة بالاهتمام والحب من قبل أهلي حيث كنت طفلتهم الوحيدة. وبعد 8 سنوات أصبح لدي إخوة. ولدت وكانت طفولتي خارج العراق، نشأت في أسرة إنسانية محبة للخير، وكانت الأسرة تقدم المساعدات. في حقبة الثمانينات كان العراق لا يزال بخير، فكنت في المدرسة أجمع الألعاب وأرسلها للأطفال في أفريقيا. كنت أتبرع بكل ألالعاب التي تهدى لي.

2- هل تحنين إلى الماضي؟ ولماذا؟
لا أشعر بالحنين للماضي، فكل مرحلة من حياتي هي خطوة نحو التقدم للأمام. بالعكس، أتطلع للمستقبل وتحقيق طموحاتي.
3- اختصاص الأدوية بالصدفة أم كان هناك من دفع زينة لتكون متخصصة بالأدوية؟
دائمًا كنت أحب واهتم بمواد العناية بالبشرة والجمال والمكملات الغذائية، لذلك أكملت دراستي في تخصص الأدوية. أطروحتي كانت عن مواد طبية يمكن أن تحد من علامات الشيخوخة. وقد ساعدت بحوثي المنشورة من أطروحتي للتواصل معي الشركات السويسرية المتخصصة في المنتجات الطبية التجميلية لمحاربة الشيخوخة، لأكون سفيرتهم في العراق، مثل ماركة Nescen و L’Aubalieu.
4- اهتمامك بالأطفال هل يمكن أن يفسر بجانب إنساني أم هناك أسباب أخرى وراء هذا الاهتمام؟
منذ أن كنت طفلة كنت أحب تقديم المساعدة وعمل الخير، وتطوعت مع العديد من المنظمات الخيرية خارج العراق، منها Muslim Hands في اسكتلندا وLiving Light International، الامريكية وغيرها. ثم قررت أن أؤسس منظمتي “نحن نساعد للإغاثة والتنمية الإنسانية” We Do Help في سنة 2013، وتم تسجيلها رسميًا بدائرة المنظمات عام 2017. اختياري للأطفال كونهم أضعف فئة في المجتمع، وأيضًا هم الفئة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على المجتمع.
5- لديك كم من الجوائز والألقاب، أيهما الأقرب إلى زينة؟
لا أستطيع عد عدد التكريمات والجوائز التي حصلت عليها بسبب نشاطاتي العلمية والإنسانية والاجتماعية المختلفة. لكن الأقرب لي هو اختياري سفيرة للطفولة في العراق عام 2017 من قبل هيئة رعاية الطفولة بالتعاون مع اليونيسيف. حيث كنت معجبة بأنجلينا جولي وكونها سفيرة للإنسانية مع الأمم المتحدة، ولم أكن أعلم بوجود هذا اللقب في العراق حتى تم اختياري بناءً على أعمالي الإنسانية. وقد ساعدني هذا اللقب في مساعدة أعداد أكبر من الأطفال.
6- الاغتراب والغربة، هل أثرت في توجهات واهتمامات زينة؟
لا أعتبرها غربة، كون ولادتي كانت خارج العراق. بالتأكيد ساعدت في تعدد توجهاتي واهتماماتي، وأصبحت نظرتي للأمور أكثر شمولية، وليس من زاوية واحدة فقط.
7- لديك اهتمام بالتغذية، كيف يؤثر الغذاء على سلوك ومزاج الفرد؟
التغذية العلاجية من أهم العلوم الحديثة. وقد حصلت على درجة “بروفيسور فخرية” من جامعة أنتيل البريطانية في عام 2021 في هذا المجال بسبب بحثي عن التداخلات الدوائية مع الأغذية. صحة الإنسان مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسلوك والمزاج، وهذا موضوع كبير يحتاج إلى لقاء خاص، لكن باختصار، إن نقصًا في عنصر واحد من المعادن أو الفيتامينات التي يحتاجها الجسم قد يسبب خللًا كبيرًا، ويمكن أن يؤثر حتى على مستوى هرمونات الجسم وبسبب مشاكل متعددة.

8- كان لديك موقف من تعديل قانون الأحوال الشخصية، هل تعتقدين أن الحركة النسوية العراقية أخفقت في إيقاف التعديل؟
تغيير قانون الأحوال الشخصية هو مخالفة دولية ضد اتفاقية جنيف التي وقع عليها العراق للحفاظ على حقوق الطفل. برأيي، إن التعديل الذي حدث هو نتيجة اتفاقيات سياسية داخلية خارج سيطرة وقدرة الحركة النسوية.
9- لو تسنمتي منصب قيادي نسوي، من أين تبدأين؟
سأبدأ من خلال الشابات، فالشباب هم مستقبل البلد. سأعمل على بناء شخصيات شابة قادرة على الاعتماد على نفسها، من خلال تطوير قدراتهم وجعلهن قادرات على بناء أسرة صحيحة، وبالتالي بناء مجتمع متماسك.
10- منتدى الإعلاميات العراقيات كان أول منظمة تعنى بالمرأة الإعلامية، وبعده تأسست منتديات مشابهة. هل هذا يعني أن المرأة الإعلامية نجحت في أن تعكس نموذجًا إيجابيًا؟
بالتأكيد، هناك الكثير من الإعلاميات العراقيات اللواتي وصلن إلى مستويات مرموقة في القنوات العربية والعالمية. لقد نجحن في نقل الحقائق للمجتمع وطرح المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
كلمة أخيرة لمجلة صوتها:
مجلة صوتها من المجلات الرصينة التي يسعدني أن أظهر معهم في هذا اللقاء، وأتحدث عن تجربتي. وأتمنى أن يستفيد منها متابعو المجلة