يوم المرأة العالمي: أكثر من مجرد وردة تموت بعد أيام

في كل عام، نحتفل بيوم المرأة العالمي، ونرى منشورات التهنئة والورود الافتراضية تملأ وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هل هذا يكفي؟ هل هذا اليوم مجرد مناسبة رمزية، أم أنه فرصة حقيقية للتغيير الفعلي في حياة النساء حول العالم؟

في العراق، لا تزال النساء يكافحن ضد زواج القاصرات، بينما في سوريا تُقتل النساء تحت ذرائع مختلفة، وفي لبنان تعاني النساء من ظروف اقتصادية قاسية تهدد حياتهن وكرامتهن. أما في إفريقيا، فتعاني النساء من الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي، في حين لا تزال بعض مناطق أوروبا تعاني من الفجوة الاقتصادية بين الجنسين وعدم المساواة في الفرص. في أمريكا الجنوبية، لا تزال النساء يواجهن العنف الأسري والاستعباد الحديث بأشكال مختلفة.

لا أريد وردة تُقطف ثم تذبل بعد أيام. أريد أرضًا خصبة أزرع فيها ورودًا لا تموت، ورودًا تمثلنا نحن النساء، تنمو، تنتشر، تفوح بعطر القوة والحرية. أريد أرضًا أكون فيها قوية، نكون فيها جميعًا آمنات، لا نخشى الاستغلال ولا التهميش. أريد ماءً يسقينا لنزهر، لنبدع، لنكون أكثر إشراقًا، لا أن نُروى بالخوف والتقييد.

نحن لسنا مجرد صور تُعرض على الشاشات، ولسنا مجرد أجساد تُستهلك في منشورات سطحية على وسائل التواصل. نحن أكثر من ذلك بكثير. مع مرور الزمن، أصبحت المرأة تُقيّم بملامحها، بجسدها، ونسيت عقلها، نسيت فكرها، نسيت قوتها.

أنا لا أريد وردة، بل أريد بستانًا من النساء، تنمو فيه كل واحدة بجانب الأخرى، تحبها، تدعمها، تحميها. أريد تحالفًا بين النساء، نكون فيه يدًا واحدة، لا تُكسر ولا تُستغل. هذا هو يوم المرأة الذي أؤمن به، وهذا هو النضال الذي يستحق أن يستمر.

رشا مهند

شاهد أيضاً

المرأة التي رأت الجمال في الحزن

رشا مهندفي إحدى ليالي رمضان، تلقيت دعوة لحضور إفطار، وقبل أن أقرر قبولها، غمرتني أفكار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!