

د. مهند الخزرجي
يُعتبر التكافل الاجتماعي أحد القيم الأساسية التي تعزز التماسك المجتمعي وتحقق العدالة الاجتماعية. وفي العراق، يكتسب هذا المفهوم أهمية خاصة، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، كونه فرصة لتعزيز الممارسات الخيرية والتكافلية التي تسهم في تحسين حياة الفئات المحتاجة و تقوية العلاقات المجتمعية وتقليل الفجوات بين الطبقات الاجتماعية. خاصة مع تزايد التحديات الاقتصادية والمعيشية، التي تتطلب توحيد الجهود لدعم الأسر المتعففة، الأيتام، كبار السن، والمرضى.
وهناك سبل لدعم التكافل الاجتماعي في شهر رمضان
منها المبادرات الخيرية والتبرعات حيث تُعدّ الصدقات والزكاة من أهم وسائل تحقيق التكافل، حيث يمكن للأفراد والجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني تقديم المساعدات المالية والعينية للأسر الفقيرة، مثل توزيع السلال الغذائية والملابس والمستلزمات الأساسية. إضافة إلى إفطار الصائمين فإقامة موائد الرحمن أو توزيع وجبات الإفطار والسحور على المحتاجين من أبرز مظاهر التكافل في رمضان. مع اهمية تكثيف الجهود لزيارة دور الأيتام وكبار السن، وتقديم الدعم النفسي والمادي لهم، مما يعزز شعورهم بالاهتمام والتقدير. وهذه المبادرات تساهم في إدخال السرور على الصائمين الذين يعانون من ضيق الحال، وتعزز من روح الإخاء والتعاون في مجتمعنا الذي عرف بالنخوة والمروءة وحب تقديم المساعدة .
من وجهة نظرنا نجد ان دعم المشاريع الصغيرة بدلاً من تقديم المساعدات النقدية فقط، يمكن ان يشجع الأسر الفقيرة على بدء مشاريع تدرّ عليهم دخلاً مستدامًا، مثل دعم الورش الحرفية، أو تقديم قروض ميسرة للأعمال التجارية الصغيرة. وأعتقد أن الميسورين من التجار وأصحاب النفوذ وكذلك بعض المصارف في العراق بالامكان أن تعمل على هذا الشيء وان تستثمر اجواء رمضان بما يخدم الإنسانية والمجتمع خاصة الشباب منهم ومن كلا الجنسين
كما لا يمكن إغفال الدور الذي يمكن للحكومة والمؤسسات المدنية أن تلعبه في تعزيز التكافل الاجتماعي على مستويات عدة من خلال دعم الجمعيات الخيرية، وإطلاق حملات وطنية لجمع التبرعات، وتوفير برامج تمكين اقتصادي للفئات الهشة.
فالتكافل الاجتماعي في العراق، لا سيما في شهر رمضان، هو مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الأفراد، المؤسسات، والجمعيات الخيرية. لتحسين الصحة النفسية لأفراد المجتمع ورفع إنتاجيته وزيادة الكفاءة وصولا لتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء مجتمع أكثر تماسكًا ورحمة.