أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة علمية مرموقة أن استخدام الأدوية المضادة للالتهابات من فئة “الجلوكوكورتيكويدات” أثناء فترة الحمل قد يزيد من خطر إصابة الأطفال باضطراب طيف التوحد.
وشملت الدراسة عينة كبيرة من النساء الحوامل وأطفالهن، حيث رصد الباحثون زيادة ملحوظة في احتمالية إصابة الأطفال بالتوحد تراوحت بين 30% إلى 50% لدى الأمهات اللاتي تناولن هذه الأدوية مقارنة بمن لم يستخدمنها.
وتُعدّ “الجلوكوكورتيكويدات”، مثل بريدنيزون وكورتيزون، من الأدوية شائعة الاستخدام لعلاج مجموعة واسعة من الحالات التي قد تُصيب النساء الحوامل، بما في ذلك تهديد الولادة المبكرة، وأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة والربو.
وتُستخدم هذه الأدوية في حالات الولادة المبكرة لتعزيز نضج رئة الجنين، إلا أن الدراسة أشارت إلى أن التعرض المفرط لها قد يؤثر سلبًا على نمو دماغ الجنين.
ولم يقتصر تأثير هذه الأدوية على زيادة خطر التوحد فحسب، بل ربطتها الدراسة أيضًا بزيادة خطر الإصابة باضطرابات عصبية أخرى لدى الأطفال، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة “ADHD” والقلق.
وأكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وتحديد الجرعات الآمنة من “الجلوكوكورتيكويدات” أثناء الحمل، مع التأكيد على أهمية تقييم الفوائد والمخاطر قبل وصف هذه الأدوية للنساء الحوامل. ونصحوا بضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية أثناء الحمل، وخاصةً أدوية الالتهابات.