د. محمد وليد صالح
كاتب عراقي
تظهر أهمية توافر المعلومات لبناء الثقافة السياحية واستمرار تحديثها بما يضمن تغيير الصورة الذهنية النمطية لدى متخذي القرار، وفقًا للمتغيرات وتطور الأحداث. هذا التحديث يساعد في تفادي الانطباعات المسبقة التي قد تؤثر سلبًا على مراحل اتخاذ القرار في مواجهة الأزمات، وهي مرحلة أساسية في عمل العلاقات العامة. ففي حال عدم التعامل الجيد مع الأزمة، قد تزداد تداعياتها السلبية، خاصةً في مجال التسويق الإعلامي للسياحة، الذي يعاني من تراجع اقتصادي.
المحور الأهم في هذه السياق هو اعتماد برامج استراتيجية لرفع الوعي السياحي بين أفراد المجتمع، باعتبار السياحة نشاطًا اقتصاديًا مهمًا وموردًا حيويًا للدخل القومي. كما يجب تصحيح المفاهيم الخاطئة وترسيخ النظرة الصحيحة لدى الرأي العام، مما يتطلب توظيف إمكانيات وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية الداعمة، واستثمار شعورها بالمسؤولية تجاه هذا القطاع الحيوي.
تسويق بغداد عاصمة للسياحة العربية
فيما يتعلق بمشروع “بغداد عاصمة للسياحة العربية”، واجهت البيئة العراقية أزمات أثّرت على القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك تسويق الخدمات السياحية. ويتطلب ذلك توافر الوسائل والأساليب التي تساهم في صياغة خطط وبرامج محلية لرفع مستوى الأعمال السياحية، بما يتناسب مع طبيعة الحدث الثقافي الإقليمي. من المهم زيادة الحركة السياحية لمواجهة الأزمة السياحية، عبر تنمية أفكار جديدة حول كيفية التعامل مع هذه الأزمات بشكل متبادل، لتوسيع النشاط التسويقي وربطه بعملية التنمية السياحية.
دور العلاقات العامة في الأزمة السياحية
يشير الباحثون في مجالات الإعلام والاتصال إلى أهمية دور العلاقات العامة في التحذير من الأزمات واحتواء آثارها السلبية. يعتمد هذا الدور على توافر البيانات والمعلومات للجمهور وتطوير أسس إرشادية للتغطية الإعلامية للأزمات، بحيث لا تؤدي إلى الذعر أو ردود أفعال سلبية. كما يجب تحسين قدرة المؤسسات الإعلامية على إنتاج الرسائل ونشرها بسرعة وبطريقة واضحة، لمنع ظهور الشائعات وانتشارها.
الأزمة السياحية تُعد من الأزمات الدولية التي تتطلب مجموعة من الإجراءات للسيطرة عليها، بما يحافظ على المصالح الأساسية للدولة. ومن بين هذه الإجراءات، هناك وسائل ثقافية واقتصادية قد تتراوح بين ممارسة الضغوط على الخصم أو التوصل إلى تسوية مرضية تضمن المصالح الحيوية للأطراف كافة.
العوامل المؤثرة في الأزمة السياحية
هناك العديد من العوامل التي تؤثر في الأزمات السياحية، مثل الأوضاع الدولية والمحلية، النظام السياسي، المصالح غير المستقرة، التوقيت، العوامل الجغرافية، الدروس التاريخية، القراءة المركزة للمعلومات، جماعات الضغط، والأمن القومي وصناع القرار.
دور العلاقات العامة الدولية
في هذا السياق، يظهر دور العلاقات العامة الدولية التي تهدف إلى فهم كيفية ممارسة المشروعات السياحية العابرة للحدود الدولية. العلاقات العامة المحلية تؤدي دورًا حيويًا في هذا الصدد، مع التركيز على ضرورة الفهم العميق لطبيعة العمليات والأنشطة الاتصالية الدولية. وهذا يتطلب ممارسة مبنية على العلم والفن وليس على الخبرة وحدها.