ولدت في محافظة السليمانية عام 1973، من عائلة كردية ثورية ، حيث اعتقل والدها (فتحي شريف كريم) وحكم عليه بالاعدام عام 1978 لانتمائه للتنظيمات السرية للاتحاد الوطني الكردي، وافرج عنه بعفو عام شمل اغلب السجناء السياسيين انذاك وهو مسجل في مؤسسة السجناء السياسيين العراقيين.
عملت في مجال الاعلام منذ عام 1996 واكملت دراستها العليا حيث نالت شهادة الدكتوراه من جامعة كوية/ كلية التربية/ 2020.
تعمل استاذة جامعية لمادة البلاغة والنقد اللغوي والمحادثة في جامعة السليمانية، نشرت مئات المقالات في الصحف والمواقع العراقية والعربية فيما يخص الشأن السياسي .
لمجلة صوتها كان هذا الحوار
حاورتها حذام يوسف
ما الذي غرسته الطفولة والمدرسة في شخصية شيلان؟
الظروف السياسية والاقتصادية والسياسات الخاطئة لنظام الحكم في العراق وأيضا البيئة العائلية والمدرسة غرست في شخصية شيلان ضرورة ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين أبناء المجتمع كافة، ورفض الظلم والاضطهاد والتعسف التهميش الذي يؤدي الى تحطيم كرامة وشخصية الفرد العراقي.
العائلة كانت من المعارضة للنظام ولحق بها ضرر كبير ، مالذي تعنيه لك المعارضة وهل استفدت من تجربتهم في مسيرتك السياسية؟
بالتأكيد البيئة التي ينشأ فيها أي فرد تصقل وتكون شخصيته، لذلك أن تنشأ في عائلة ثورية يغيب الاب والمعيل الوحيد فيها ويحكم بالاعدام من قبل النظام الدكتاتوري البعثي وخصوصا في مدينة مثل كركوك التي تعرضت مرارا وتكرارا لظلم واستبداد النظام الحاكم انذاك ، ولاحقا بعد تهجيرنا مرة ثانية الى الاقليم وتحديدا مدينة السليمانية التي تعرف بأنها مدينة التضحية والفداء ، كل هذه المسيرة النضالية كانت بمثابة خارطة طريق لي كي انتهج وأرسم لي طريقا نضاليا خاصا، طريقا رسمته خطوة تلو الاخرى من نضال والدي وعائلتي ومن ثم نهج الاتحاد الوطني الكردستاني ونضال الرئيس الراحل مام جلال طالباني، واتخذته سبيلا للخلاص والتحرر لي ولشعبي الذي عانى ما عانى من سياسات القمع والابادة على يد النظام البعثي البائد. لذلك مقارعة الظلم والاستبداد والتهميش بكافة اشكاله ستبقى نهجي وهدفي ونضالي في الحياة.
لماذا تخصص اللغة العربية بالرغم من انك كوردية وقيادية بذات الوقت؟
صراحة التوجه نحو دراسة اللغة العربية والتخصص فيها كان وفق التوزيع المركزي، اذ ابان حكم النظام البائد التخصص والدراسة كان يتم بشكل مركزي من وزارة التعليم العالي، إلا انني كنت جيدة جدا في مادة اللغة العربية وكان معدلي عاليا فيها، لذلك لم ألاق صعوبة في دراسة علوم اللغة العربية والتفوق فيها، ومن ثم التوجه نحو الحقل الاكاديمي ودراسة الماجستير في علوم البلاغة والدكتورا في النقد اللغويوالحصول على الشهادتين فيها بأمتياز مع توصية بطابعة رسالتي واطروحتي.
اللغة العربية ولأنها لغة القرآن فأنا أرى أنه من الضروري على كل مسلم دراستها واتقانها من أجل فهم أحكام الشرعية الاسلامية، وقد قمت شخصيا بإلترويج لهذا الطرح في اكثر من محفل ثقافي وأكاديمي آخرها كان في بحث ، قدمته في مؤتمر الاعلاميات العربيات.
اشتغلت مذيعة ومقدمة ومعدة برامج سياسية ونشرات الاخبار، لو عاد بك الزمن هل ستشتغلين بذات المهنة ؟ ولماذا؟
توجهت للعمل في الاعلام بعد تخرجي من قسم اللغة العربية وترحيل عائلتي الى الاقليم وتحديدا الى السليمانية نتيجة عدم رضوخ عائلتي لتغيير قوميتها الى العربية، لكن في الاقليم رأيت بأن هناك طلبا ورغبة لحاملي شهادات اللغة العربية أو متقني اللغة العربية لصحيفة الاتحاد لسان حال الاتحاد الوطني الكردستاني وفضائية كوردسات القسم العربي (حيث كانت لها فترة بث باللغة العربية) ، لكن توجهي للعمل في الاعلام اضافة الى كونها وسيلة مؤثرة وفاعلة جدا لاثبات الشخصية والتأثير في المجتمع وخاصة لمحدودية وسائل الاعلام آنذاك، لكنها بالنسبة لي كانت مرحلة نضالية جديدة اثبت فيها نفسي واناضل من أجل شعبي بطريقة مغايرة عن طرق النضال الثورية التقليدية، اردت من خلال عملي في الاعلام وخاصة في وسيلة اعلامية دولية كفضائية كوردسات أن أنشأ جسرا للتواصل الثقافي الحضاري بين المجتمع الكردي والمحيط العربي، أن أنقل بكل صدق وأمانة هموم ومعاناة ومآسي الشعب الكردي الى العالم الخارجي، وأن اعكس صورة حقيقية دقيقة عن واقع المجتمع الكردستاني الى العالم أجمع.
أما هل سأختار العودة الى ممارسة مهنة الاعلام لو سنحت لي الفرصة، فأقول: أنا لست بعيدة عن عالم الاعلام مازالت أكتب في العديد المواقع والمجلات والصحف العربية والكردية، وأشارك في التحليل السياسي على القنوات والفضائيات الكردية والعراقية والعربية ايضا. لذلك أنا لست بعيدة عن الاعلام، ولكن العودة للعمل كمذيعة أو معدة برامج سياسية لم افكر بها بعد انتقالي الى الحقل الاكاديمي، ومتى ما رأيت أن هناك حاجة لي من أجل خدمة وطني وشعبي وقضياه العادلة بالتأكيد لن أتوان عن خدمتهم.
7- هل برأيك أن المرأة أخذت حيزا جيدا بالتحليل السياسي أسوة بالرجل أو أن التمييز مازال قائما؟
برأيي أن المرأة المتسلحة بالعزيمة والارادة والمعتمدة على طاقاتها وامكاناتها الذاتية والتي لا تفوت فرصة لتنمية قدراتها بالتأكيد ستكون مؤثرة وصاحبة قرار ، وفق وجهة نظري لا يوجد مجال لا تستطيع المرأة ان تنجح فيه وتترك بصمتها الخاصة، والتحليل السياسي أيضا كغيره من المجالات استطاعت العديد من السيدات ان يتركن بصمتهن الخاصة فيه ، وفي كردستان لدينا الكثير من الاكاديميات والناشطات يشاركن في التحليل السياسي، لكن اذا ما قورن بمشاركة الرجل فأنها قليلة وربما السبب يعود الى سياسة بعض القنوات وايضا الى نيء السيدات أنفسهن عن المشاركة في هذا المجال الشائك الذي يحتاج الكثير من التفرغ والمتابعة الدقيقة .
ما الذي يميز العمل الاعلامي عن الأكاديمي والسياسي؟
لكل مهنة رسالة وآليات وأهداف خاصة بها، لكن من وجهة نظري أن العمل الاعلامي والاكاديمي والسياسي لهم نفس الهدف ، وهي توعية وتوجيه وقيادة أبناء الشعب، فالاستاذ في القاعة الدراسية هو موجه وقائد ومربي، والاعلامي من منصته يقود ويوجه ابناء الشعب، والسياسي بأفكاره وطروحاته وقراراته يقود المجتمع والدولة. لكن الاختلاف ربما في عدد أو نسبة الشريحة التي يقوم كل منهم بقيادته.
كيف تصفين العلاقة بين اقليم كوردستان والحكومة المركزية؟
العلاقة بين الاقليم والمركز مرت بمراحل وفترات متفاوتة بين التفاهم في مراحل، والتأزم السياسي ودنوا من القطيعة في مراحل أخرى، كانت هذه العلاقة في اوج ازدهارها في الفترة 2004-2012.
بعدها تدهورت العلاقات وكادت أن تصل القطيعة السياسية، وحسب رأي نتيجة عدم دقة نصوص الدستور العراقي بشان صلاحيات الاقليم وبغداد ،وفقا لرأيي هناك امورا في العراق، المتعدد القوميات والاديان والمذاهب، لايمكن ولا يجب أن يتم حسمها وفقا لمبدأ الاغلبية والأقلية، وانما وفقا الهوية الوطنية والشراكة الحقيقة في هذا الوطن المستند على مبدأ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات ، بعيدا عن التصعيد الشوفيني والانعزال والتقوقع القومي.
هل سترشحين للانتخابات المقبلة؟
نعم لدي النية في الترشح والارادة لخدمة شعبي ووطني في هذا المجال ايضا ، ولدي الكثير من القضايا والمشاريع التي عملت عليها منذ سنوات وأود العمل عليها في مجلس النواب، ويبقى هذا الأمر مرهون بقرار قيادة حزبي(الاتحاد الوطني الكردستاني) وبثقة ابناء وطني ومحافظتي .