ماجدة محمد حسن
في رحلة استكشافية داخل أروقة الدار العراقية للأزياء يسهل العثور على نجمة تتألق في فضاء الابداع لتشكل حجر الاساس في مسيرة عمل ممتدة لأكثر من نصف قرن، أزياء تستوحى تصاميمها من الموروث التاريخي والثقافي للعراق لتخلق عالما من الجمال والتميز، يستذكر الماضي بنكهة الحاضر بكل مسمياته واطيافه ليشكل ارثاً غنياً يمنح الدار عمقاً فنياً يجعلها محط انظار المهتمين.
وما بين التميز والتحديات يولد الإبداع ويتحول القماش والخيوط إلى أعمال فنية تروي حكايات التاريخ والتراث، كل زي وقطعة فنية تُنتج بمهنية نخبة من فناني الدار وحرفيها يعملون بجد، تقودهم المحبة لخلق أعمال فريدة من نوعها تجسد الهوية العراقية الأصيلة.
عن طبيعة عمل القسم وماهية التحديات فيه التقينا مديرته المصممة شروق الخزعلي فقالت:
قسم الإنتاج الفني في الدار هو ورشة العمل الرئيسية يضم ثلاث شعب (التصميم، الانتاج الفني والاكسسوار) فيها وحدات متنوعة يعمل الفنانون والحرفيين المهرة فيها كفريق واحد لترجمة الأعمال للواقع من خلال عمل الباترونات والقوالب والتنزيل والتفصيل والخياطة والتطريز الفاخر بنوعيه اليدوي والالي حيث الانامل المبدعة تخلق أزياء حقيقية بصورة تحف فنية.
يستخدم القسم مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات التقليدية بجودة عالية ودقة في الإنتاج، ويهتم العاملون فيه بالتفاصيل الدقيقة، حيث يتم فحص كل قطعة بعناية للتأكد من مطابقتها للتصميم الأصلي.
وعن مراحل الانتاج وآلية العمل، اضافت: يُنتج الزي بعد رحلة طويلة من البحث والتحليل يستلهم فيها مصممي القسم، التراث العراقي الغني، ثم الانتقال بعدها الى مرحلة الرسم والتخطيط واعداد النماذج المصغرة، من حيث استخدام القَصة والزخرفة والنماذج التقليدية للعصر الذي تشير اليه، وبعد استحصال الموافقات اصولياً، يتم البدء بالتصنيع من خلال شعبة الانتاج الفني وتتمثل بعمليات قص الباترون وتنزيل الرسوم والتلوين ثم التطريز اليدوي والالي ووضع المشغولات وفق تصميمات الزي الاساسية وصولا الي مرحلة الخياطة حيث تتألق الحرفية مع المهارة في تصنيع الزي بأبهى صورة وفي الوقت نفسه يكون العمل جاري في شعبة الاكسسوار لإنجاز المكملات الضرورية للزي من اغطية الراس واكسسوارات وحلي ضمن التصميم الأساسي.
يكون اختيار اللون والقماش حصراً من قبل المصمم ومسؤول شعبة الانتاج الفني، يراعي فيها الروية الفنية للمصمم وفق متطلبات الإنتاج.
وبالحديث عن التحديات اضافت الخزعلي:
على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققها القسم، إلا أنه واجه بعض التحديات رغم سعى السيد وكيل وزارة الثقافة المدير العام للدار ا.د.فاضل البدراني، على تقليلها والعمل على تجاوزها، واناشد الجهات المعنية بضرورة زيادة الدعم المالي للدار، خاصة ما يتعلق منها بتوفير المكائن والمعدات التكنولوجية الحديثة التي تساعد على تطوير العمل والإنتاج، وضرورة فتح ابواب العمل للفنانين والحرفيين في الدار لقلة اعدادهم ومحدودية اختصاصهم بشكل لا يتناسب وحجم العمل الذي تقدمه الدار.
وختاما نقول.. يمثل القسم الفني قصة نجاح مبهرة، للدار ومثالاً يحتذى به في مجال الحفاظ على التراث والسجل الوطني، ومع توفير الدعم المطلوب يمكن لهذا القسم أن يحقق المزيد من الإنجازات.