كيفية توظيف قطع الأثاث المستدام في المنزل؟ 

اقتناء الأثاث المستدام، هو التزام بأسلوب حياة يُعطي الأولوية لصحّة كوكبنا، وسكّانه. ويُحقّق فوزًا ثلاثيًّا: من أجل الكوكب، أوّلًا، إذ هو سيقلل من إزالة الغابات، ومن النفايات، ومن الانبعاثات السامّة. ومن أجل صحّتك، ثانيًا، إذ هو سيحدّ من تعرّضك للمواد الكيميائيّة الضارّة المُتواجدة غالبًا في الأثاث التقليدي. ومن أجل محفظتك، ثالثًا، إذ هو يتمتع بالجودة والمتانة، ما يوفّر المال على المدى الطويل.
يُصنع الأثاث المستدام من المواد الآتية: الخيزران، والخشب المستصلح، والمعدن، والبلاستيك المعاد تدويرهما، والأقمشة العضوية.
من جهة ثانية، شراء الأثاث القديم والمستعمل، خطوة مستدامة أيضًا، ما يقلل الحاجة إلى مواد جديدة، ويحد من النفايات.

ما هو الأثاث المنزلي المستدام؟

في حال الرغبة بالانخراط في “لايفستايل” صديق للبيئة، عليك أن تبحثي قبل شراء كل قطعة أثاث عمّ إذا كانت مصنوعة من مادة مُتجدّدة أم مُعاد تدويرها، وإذ اتبعت مُمارسات مستدامة، في صنعها، وهل ستصمد أمام اختبار الزمن، وهل سيمكن إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها؟ أضيفي إلى ذلك، عليك البحث عن الشهادات الآتية في كل قطعة أثاث:

• حاصل على شهادة FSC (مجلس رعاية الغابات)، لا سيما الأثاث الخشب، إذ تضمن الشهادة الآتية، بأن المنتجات تأتي من غابات مُدارة بشكل مسؤول، وتوفر فوائد بيئية واجتماعيّة، واقتصاديّة.
• حاصل على شهادة GREENGUARD التي تثبث أن قطعة الأثاث المرغوب بها تُحافظ جودة الهواء الداخلي، إذ تنبعث منها مستويات منخفضة من المركبات العضوية المتطايرة VOCs، ما يقلل من تعرضك للملوثات.
• يلبي معيار Oeko-Tex المتعلق بالمنسوجات، إذ تضمن هذه الشهادة أن أقمشة التنجيد خالية من المواد الكيميائية الضارة، ما يجعل منزلك أكثر أمانًا وراحة.

التكلفة العالية

جدير بالذكر أن أبرز العوائق لاقتناء الأثاث المستدام، يرجع إلى التكلفة العالية لقطع الأخير، في مقابل قطع الأثاث التقليدية، وهذا صحيح في الظاهر. لكن، عندما يعلم المرء أن سعر الأثاث الصديق للبيئة أعلى بسبب جودة المواد المستخدمة في الصنع، وعمليات التصنيع الأخلاقية، وأن اقتناء الأخير لن يجعل صاحب المنزل يبدل القطع بعد فترة، وذلك لأنها متينة، فهذا يعني أنه سيوفر المال، مع مرور الوقت. إضافة إلى ذلك، الفوائد الصحية والبيئية المتأتية من الأثاث الصديق للبيئة لا يُقدّر بثمن.

اتجاهات التصميم في الأثاث الصديق للبيئة

لم تعد قطع الأثاث المستدام بدائيّة، لناحية التصاميم، فقد أصبحت تجمع بين الأسلوب المتطور ، والاستدامة. في هذا الإطار، هناك تصاميم بسيطة، مع لمسات مُحدّثة، ما يفرز قطعًا ذات خطوط نظيفة، وأخرى تستعيد الطراز القديم، وتجمع بين التاريخ ومُثُل الاستدامة الحديثة. لناحية الألوان العائدة لقطع الأثاث المستدام المعاصر، هي مستوحاة من الطبيعة، لا سيما الألوان الترابية.
في غرف المعيشة، يُمكن اختيار الأرائك والـكراسي، المُنجّدة بأقمشة عضوية، والمحشوة بألياف طبيعية. وفي غرف النوم، يصح الاستثمار في أسرة ذات إطارات خشبية، على أن يكون الخشب معتمدًا من مجلس رعاية الغابات، وفي بياضات قطنية عضوية.وللمكاتب المنزلية، طاولات المكاتب، والكراسي المصنوعة من الخيزران، أو المواد المعاد تدويرها، مع الانتباه إلى أن طلاء الذي يجب أن يكون غير سام. إن تبني المواد المعاد تدويرها في تصميم الأثاث لا يدعم الاستدامة البيئية فحسب، بل إنه يشعل أيضًا شرارة الإبداع، مما يثبت أن القديم يمكن أن يصبح جديدًا مرة أخرى.

ابتكارات في تصنيع الأثاث الصديق للبيئة

يشهد قطاع الأثاث الصديق للبيئة الكثير من الابتكارات، التي تعمل على تحويل طريقة تصنيع الأثاث وتوسيع نطاق ما يمكن للمستهلكين توقعه من الخيارات المستدامة. تشمل الابتكارات المتطورة:

• الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام مواد معاد تدويرها: أثاث مصنوع من البلاستيك والمعادن المعاد تدويرها، ما يقلل من النفايات.
• تصميم من المهد إلى المهد: أثاث مصمم للتفكيك، ما يسمح بإعادة استخدام كل جزء أو إعادة تدويره، ما يقلل من النفايات.
• عمليات الإنتاج الخالية من النفايات: يسعى المصنعون إلى القضاء على النفايات في كل جانب من جوانب الإنتاج.

العناية بالأثاث الصديق للبيئة

• الصيانة الواجب القيام بها لقطع الأثاث الصديق للبيئة:
• إزالة الغبار، بانتظام.
• التنظيف بلطف، باستخدم منظفات طبيعية غير سامة.
• البعد عن توزيع قطع الأثاث، في مكان مُعرّض لأشعة الشمس المباشرة، وذلك لحماية الخشب والنسيج من البهتان والتلف.

في الخلاصة، لا يعني اختيار قطع أثاث مستدامة، التخلي عن مبدأ الأناقة، خصوصًا مع تبني العديد من العلامات التجارية الراقية منهج الاستدامة. إشارة إلى أن الاتجاه الفاخر الواعي ليس مجرّد نزوة قصيرة الأمد، هو يمثّل اتجاه التصميم الداخلي، في الوقت الراهن.