خيمت أحداث غزة ولبنان هذا العام على المنطقة بأسرها والعراق خصوصًا، ليلغي العراق الاحتفال بعيده الوطني وهو الاحتفال الخامس منذ ان قرر العراق لأول مرة اعتبار الثالث من أكتوبر عيدًا وطنيًا للعراق في عام 2020، بعد سنوات طويلة من الجدال حول اليوم الذي من المفترض ان يكون عيدًا وطنيًا للعراق.
2 عاما مرت على اكتساب العراق استقلاله وانضمامه الى عصبة الأمم بصفته اول دولة عربية تنتزع صفة “الدولة” وتتمتع بمقومات الدولة، بعد التخلص من الانتداب البريطاني عقب احداث الحرب العالمية الثانية التي رسمت العراق بشكله الحالي كدولة مستقلة بعد عقود طويلة من وقوعه تحت الحكم العثماني ثم الاحتلال البريطاني.
في 3 تشرين الأول 1932، وافقت الجمعيّة العامة لعصبة الأمم على قبول العراق عضواً في عصبة الأمم بناءً على طلب الانضمام المُقدم من المملكة العراقيَّة آنذاك بتوقيع رئيس الوزراء الأسبق نوري باشا السعيد بتاريخ 12 تموز 1932، ليصبح العراق أول دولة عربيَّة تنضم إلى هذه المُنظمة الدوليَّة في حينها.
قبول انضمام العراق، هو اعلان بأنه اكتسب مُقومات الدولة والتي تتمثل بالاعتراف الدولي، ووجود حكومة مستقلة قادرة على أنَّ تسيّر أمور الدولة وإدارتها بصورة منتظمة وحفظ وحدتها واستقلالها وحفظ الأمن في كل انحائها، وللدولة مصادر مالية كافية لسد نفقاتها الحكومية ولديها قوانين وتنظيم قضائيّ والحدود الثابتة وتعهد العراق باحترام التزاماته الدولية.
انضمام العراق لعصبة الأمم كانت هي الحالة الأولى التي تمت بموجب المادة (22) من عهد عصبة الأمم، والمتعلقة بالولاية والانتداب، بعد أن أصبح مؤهلاً للخروج من حالة الانتداب البريطانيّ الذي وضع فيها بعد انهيار الدولة العثمانيّة، بحسب وزارة الخارجية العراقية.
في 2020، كانت الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي قد قررت لأول مرة اعتبار 3 أكتوبر يوما وطنيا للعراق، وتحركت لاقرار قانون عبر البرلمان لاعتباره اليوم الوطني للعراق، لكن ذلك لم يتحقق حتى الان، فيما لم يتم ادراج هذا اليوم أساسا في قانون العطل الرسمية الذي اقره البرلمان مؤخرًا، الامر الذي اشعل حالة من الجدل، وسط اعتبار بعض الكتل السياسية ان هذا اليوم هو “يوم جدلي!”.