انهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.. مرحلة “تجميد التوتر” ونجاح جديد لحكومة السوداني

يقدم العراق على مرحلة جديدة ومختلفة كليًا، بعد الإعلان الرسمي عن انهاء مهمة التحالف الدولي بشكل تدريجي لا يتجاوز شهر أيلول من العام المقبل 2025، فخلال هذه الفترة التي سميت بالبيان المشترك بـ”الفترة الانتقالية” ستتغير خارطة التواجد الأمريكي على الأقل داخل العراق، استعدادا لعام 2026 الذي من المؤمل ان ينتهي التواجد الأمريكي والدولي بالكامل.

الإعلان العراقي الأمريكي المشترك بالرغم من أهميته، الا انه جاء في توقيت غطت فيه اخبار المنطقة على أهمية هذا الاتفاق والحدث، فهو يكتب نهاية “التحالف الدولي” الذي تشكل منذ عشرة أعوام، فيما تتنوع القراءات بشأن ما سيؤدي اليه هذا الإعلان بخصوص شكل العلاقة القادمة بين العراق وامريكا.

تضمن بيان الإعلان، عدة نقاط جوهرية تفصح عن الاتفاق، من بينها التزام العراق الكامل بحماية المستشارين الدوليين خلال الفترة الانتقالية، وهذا التعبير يكشف بشكل واضح أن ما بعد الفترة الانتقالية سوف لن يكون هناك مستشارون دوليون يحتاجون للحماية، وهي إشارة واضحة على اخلاء المقرات التي يشغلها مستشارو او مقاتلو التحالف الدولي.

البيان تضمن أيضًا، السماح ببقاء ومتابعة مهمة التحالف الدولي في سوريا من مقر داخل العراق حتى 2026، هذا يعني ان التواجد الأمريكي سيقتصر في 2026 على مقر واحد ربما سيكون في إقليم كردستان مهمته متابعة اعمال التحالف الدولي في سوريا.

الاتفاق حمل الكثير من الزوايا المهمة، لكن في الملخص، ان ما سيحدث هو “تفكيك التحالف الدولي”، وسيكون العراق حرا باختيار طبيعة وشكل العلاقة الثنائية مع كل دولة من دول التحالف الدولي بشكل منفرد، وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، حيث من المؤمل ان يعقد العراق مع أمريكا شراكات أمنية ثنائية، وهو ما سيؤدي الى ضمان على الأقل على عدم التعرض للعراق من قبل أي دولة او اعتداء خارجي من المفترض، كما انه سيتيح تطوير المزيد من القدرات الدفاعية والقتالية للعراق.

ويكتسب اعلان اتفاق الانسحاب بهذا التوقيت أهمية كبرى، كونه جاء في ذروة التوتر الأمني في المنطقة، ومع تربص القوات الامريكية والإسرائيلية من جهة، وقوات فصائل محور المقاومة من جهة أخرى، والتي تنوي جعل الأهداف الامريكية جزءا من حرب اسناد الشعبين اللبناني والفلسطيني، خصوصا مع اتهام الجانب الأمريكي بالمساعدة في عملية اغتيال السيد حسن نصر الله، لكن اعلان الدخول بالمرحلة الانتقالية لانهاء مهمة التحالف الدولي يمكن وصفه بمثابة “تجميد الصراع”، ما قد يجنب العراق تصعيدا امنيا كبيرا وحدوث عمليات انتقام متبادل. 

ويرى مراقبون أن تمكن حكومة السوداني من التوصل الى هذا الاتفاق بهذه الظروف وإمكانية اقناع الجانب الأمريكي به حتى في ظل الرعب وحالة الفوضى التي تتربص بالشرق الأوسط، فأنه يعد امرا جديرا بالذكر والانتباه، فبالرغم من التصعيد بالمنطقة، لم يتم فسح المجال اكثر للجانب الأمريكي للتذرع بأحداث المنطقة وتأجيل اعلان الاتفاق، كما حدث قبل أسابيع حيث كان من المقرر ان يتم الإعلان قبل حلول شهر سبتمبر الجاري لكن تم أجيله بسبب أوضاع المنطقة.

شاهد أيضاً

السفير البرزنجي يستقبل مدير مكتب شبكة الإعلام العراقي في الأردن

استقبل سفير جمهورية العراق لدى المملكة الأردنية الهاشمية الأستاذ عمر البرزنجي، بمكتبه في مبنى السفارة، …

error: Content is protected !!