مرض الزهايمر يؤدي إلى اضطرابات عديدة، مثل فقدان الذاكرة، ومن ثَم المهارات والاستقلالية. بالإضافة إلى مشكلات اللغة وتغييرات في المزاج والسلوك؛ ما يجعل المريض غير قادر على إدارة أبسط أموره الحياتية بنفسه.
وفي اليوم العالمي للزهايمر، لا بُدَّ من الإشارة إلى أنه يمكن تجنُّب 40% من المرض من خلال طرق الوقاية اللازمة وتعديل ما يجب تعديله من عوامل الخطر، فضلاً عن العلاجات المتاحة في الوقت الراهن، التي تحسن جودة حياة المريض. تابعوا المعلومات الآتية.
من أين يأتي مرض الزهايمر؟
يُعتبر مرض الزهايمر الأكثر شيوعاً من أمراض الخرف؛ أي بنسبة 60-70% من الحالات، بسبب أمراض أو إصابات مختلفة تلحق الضرر بالدماغ.
تشير الأبحاث والدراسات العملية إلى أن مرض الزهايمر ليس وراثياً في 99% من الحالات. وهذا يعني أنه بالنسبة لمريض واحد من 100 مريض؛ فإن المرض يكون ناجماً عن جينة موروثة من أحد والديه.
طرق الوقاية من مرض الزهايمر
بعض الأمراض قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر. ولتجنُّب الأمراض خصوصاً أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم؛ يجب اتباع الطرق الوقائية الآتية:
اتباع نظام غذائي صحي
إن الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم “BMI” ضمن مستوياته الطبيعية يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الزهايمر؛ لذلك يوصي خبراء الصحة باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضروات، وخصوصاً الفواكه الحمراء، والخضروات الورقية الخضراء لغناها بمضادات الأكسدة التي تساهم في القضاء على الجذور الحرة السامَّة للخلايا العصبية.
وما لا شك فيه أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي مفيد جداً لحماية الصحة الجسدية والعقلية؛ إذ يتضمن الدهون الغنية بالأوميغا 3 مثل: الأسماك الدهنية وزيت الزيتون والمكسرات التي يحتاجها الدماغ ليعمل على نحو جيد، ويحد من التدهور المعرفي.
كما أن نظام “مايند” MIND الغذائي مفيد جداً لصحة الدماغ. وهو يجمع بين جزء من نظام البحر الأبيض المتوسط الذي يحد من أمراض القلب، ونظام “داش” DASH الغذائي الذي يخفض ارتفاع ضغط الدم، ويتم تعريف نظام “داش” من خلال التركيز على 10 أطعمة صحية وتجنُّب 5 أطعمة.
صحة القلب
تجب متابعة صحة القلب لدى الطبيب من خلال فحص ضغط الدم وإجراء فحص الدم لاكتشاف ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو ارتفاع الكوليستيرول في الوقت المناسب لعلاجها قبل حدوث مشكلات لا رجعة عنها.
إبقاء الدماغ نشطاً
إن مزاولة نشاطات محفزة للدماغ ستكون لها آثار وقائية في مرض الزهايمر، مثل: الانتساب إلى دورة فنية تعجبك، أو تعلم لغة أجنبية، أو قراءة كتب وحل الكلمات المتقاطعة، وغيرها من الأنشطة التي تحتاج إلى تركيز وقدرات عقلية.
النشاط البدني
أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن ممارسة التمارين الرياضية المكثفة لمدة 30 دقيقة يومياً تحفز تكوين خلايا عصبية جديدة طوال الحياة.
يمكن أيضاً مزاولة المشي أو السباحة أو اليوغا أو الرقص أو ركوب الدراجات في إبطاء التدهور المعرفي.
تحفز الأنشطة البدنية إنتاج الهرمونات مثل الإندورفين الذي يؤثر في الحالة المزاجية، والدوبامين الذي يعمل على تحسين المزاج ويحارب التعب؛ ما يعزز تنظيم التوتر ويحسِّن جودة النوم.
النوم الجيد
اضطرابات النوم والأرق أو المعاناة من انقطاع التنفس في أثناء النوم يمكن أن يسبب مشكلات في التركيز ويؤثر في الذاكرة.
في أثناء النوم يتخلص الدماغ من بروتينات بيتا أميلويد وغيرها من السموم؛ لذلك يُوصى بالنوم نحو 7-8 ساعات ليلياً، وفي أوقات محددة.
البقاء على تواصل مع الآخرين
الروابط الاجتماعية تعمل على تطوير شبكة عصبية كثيفة تجعل من الممكن الوقاية من مرض الزهايمر؛ لذلك من المهم قضاء وقت ممتع مع العائلة أو الأصدقاء، والمشاركة في الحياة الاجتماعية.
تجنُّب التوتر قدر الإمكان؛ لأنه يحفز إنتاج الكورتيكوستيرويدات التي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير الخلايا العصبية.
ما علاجات الزهايمر المتوافرة حالياً؟
مع الأسف، لا يوجد حتى الآن علاج يُبطئ تطور مرض الزهايمر، لكن يمكن لبعض الأدوية أن تخفف أعراض المرض المعرفية، مثل: Donepezil وRivastigmine وGalantamine وMemantine .
بعض الأدوية يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض، مثل:
مثبطات إنزيم الكولينستراز. كما يتم استخدام مضادات مستقبل NMDA مثل الميمانتين ضد مرض الزهايمر الشديد والخرف الوعائي.
هذا، ويمكن لأدوية ضغط الدم والكوليسترول أن تمنع المزيد من تلف الدماغ الناتج عن الخرف الوعائي.
كما أن مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية تعمل على تخفيف أعراض الاكتئاب الشديدة.
إذا كان المريض مرشحاً لإيذاء نفسه أو الآخرين؛ فيمكن لأدوية مثل هالوبيريدول وريسبيريدون أن تساعد، ولكن لا ينبغي أبداً استخدامها للوقاية.