فقدت اطرافها بتفجير ارهابي .. نجلاء عماد قصة تحدي واصرار ونجاح 

حققت  الرياضية العراقية نجلاء عماد، 19 سنة، مفاجأة ما كان يحلم بها العراق، وذلك بفوزها بالميدالية الذهبية البارالمبية بلعبة تنس الطاولة، بعد تغلبها على المُصنفة الأولى عالميّاً الأوكرانية مارينا بثلاثة أشواط لشوط واحد، وذلك في إطار مُنافسات دورة الألعاب البارالمبيّة 2024 في باريس، وهي المرشحة لأن تصنف الاولى عالمياً بعد أن أصبحت أول إمراة عراقية تحقق هذا الانجاز الرياضي الرفيع.

كانت نجلاء في الثالثة من عمرها عندما فقدت ساقيها وذراعها الايمن، تقول: “كنت أستعد لاستقبال والدي عند عودته من العمل نهار أحد أيام نيسان عام 2008 عندما هز انفجار بعبوة ناسفة سيارته في مدينة بعقوبة التابعة لمحافظة ديالى شمال شرق بغداد، فتعرضت لإصابات بالغة أدت الى بتر ساقَي الاثنتين وذراعي الأيمن”. 

وتضيف: “منذ ذلك التاريخ لم افارق والدي، الذي اصيب هو الآخر، ارافقه ويرافقني في كل مشاويري وسفراتي فهو من منحني التشجيع والطاقة لاحقق طموحاتي الرياضية”. هي لم تفقد حياتها والاهم من كل هذا لم تفقد طموحها وتحديها على مقاومة الظروف وشق طريقها نحو النجاح.

في مدرستها الابتدائية بكت وتمنت لو ان هذه العبوة الناسفة قتلتها قبل ان تشعر بالعجز وهي ترى زميلاتها يلعبن ويجرين هنا وهناك بينما هي سجينة كرسيها المدولب، لكن سرعان ما طردت هذه الافكار من رأسها وقررت ان تحول العوق الى تفوق.

تفوقت بدراستها حيث نجحت في الامتحان الوزاري، الادبي، بمعدل 75، هذا على مستوى الدراسة، اما على مستوى الحياة فقد قررت مبكراً أن تمارس رياضة تنس الطاولة لتجعل منها جواز اثبات تحديها لأي عائق وتتفوق من خلالها لهذا راحت تتدرب بذراع واحدة، اليسرى، وقررت المشاركة في أول تحد حقيقي لها ببطولة العراق لتنس الطاولة (فئة المعاقين) على كرسي مدولب وتحرز المركز الأول رغم كونها أصغر المشاركات سناً، لتصبح لاعبة المنتخب الوطني العراقي لكرة الطاولة في اللجنة البارالمبية.

في بداية مشوارها برياضة كرة الطاولة، حذّرها المقرّبون من أن الإعاقة سترهقها وتحبط آمالها، لكن هذه الشابة العراقية الناجية من تفجير حرمها من ساقيها وذراعها أصرّت على ملاحقة طموحها وباتت تأمل بإحراز ميدالية ذهبية، خاصة بعد تأهلها إلى الألعاب البارالمبية في باريس.

لم تكتف بهذه المشاركات أو خوض البطولات المحلية فشاركت في الألعاب البارالمبية بطوكيو وعمرها لا يتجاوز 16 سنة حيث نافست في أولى مشاركاتها الروسية مالياك ألييفا، وخسرت في المباراة الأولى (1-3) ثم واجهت الكورية لي كونوو، وايضاً خسرت امامها وبذات النتيجة (1-3)، لكن هذا زادها قوة واصراراً على التحدي لخوض بطولات اخرى.

ففي عام 2016 حصلت على المركز الثالث في بطولة الأردن وشاركت في بطولة آسيا في الإمارات عام 2017 ومنافسات تايلند الدولية عام 2018، وبطولات 2019 في مصر. إذ شاركت مرتين وحصلت على المركز الأول والثاني، كما كانت لها مشاركات في الأردن وبولندا، وفي الصين توجت بالمركز الأول، اما في اسبانيا عام 2020 فقد حصلت على المركز الأول.

الجدير بالذكر انها بعد مشاركتها في بطولة تايلند الدولية عام 2018 (فئة المعاقين) وحصولها على المركز الثالث، قرر رئيس اتحاد تنس الطاولة للمعاقين سمير الكوردي تحويلها إلى اللعب وقوفاً وبأطراف صناعية. 

وكان سمير الكوردي قد كشف للصحافة: “نواجه الكثير من العقبات أثناء إعداد رياضيينا كوننا نفتقد لمراكز الإعداد المتخصّصة”، مؤكّداً في الوقت عينه أن “هذا لا يمنع طموحنا بالحصول على ميداليات” في بعض الألعاب. بينما قالت هي وبثقة عالية إن “وقتي كلّه مكرّس لكرة الطاولة، لأن هذه الرياضة غيّرت حياتي”

شاهد أيضاً

دريا ترسم لمساعدة مرضى السرطان 

“اسمي دريا سالار حويز، عمري ٢٤ عاماً، تخرجتُ من كلية الأحياء في جامعة صلاح الدين …

error: Content is protected !!