مازن صاحب
انتهت هذا العام زيارة الأربعين بحضور أكثر من واحد وعشرين مليون زائر.. منهم حوالي ٤ملايين اجنبي و١٧ مليون زائر عراقي حسب الأرقام المتداولة.
حضر السيد رئيس مجلس الوزراء وأشرف بنفسه على أفضل تنفيذ للخطط الأمنية والخدمية.. شاركت اغلب مؤسسات الجهاز الحكومي في أعمالها.
صرفت المواكب المنتشرة في عموم العراق ما يقارب من ١٥ الف دينار يوميا لاطعام كل زائر .. مما يعني صرف حوالي ٧ تريليون دينار عراقي فقط لوجبات الاطعام في الحد الأدنى.. من دون احتساب مصروفات لوجستيات مولدات الكهرباء….. ووو الخ.
السؤال كيف يمكن استثمار هذا الاندفاع الشعبي في إنتاج معرفة الإصلاح التي خرج ابا الاحرار مناديا بها.. هيهات منا الذلة..؟؟
اول معالم تمكين هذا الاستثمار… تتمثل في موقف مغاير كليا للمرجعيات الدينية سواء تلك المتصدية للشأن العام او لولاية الفقيه.. تنقل مضمون هذا التحشيد الشعبي المناصرة برنامج إصلاح ديني بتنقية الشعائر الحسينية من المستحدثات مثل التطيين وسواه.. والانتقال لمضمون التبليغ من على المنبر الحسيني بدعوة الإصلاح الشامل مجتمعيا واقتصاديا لإنتاج واقع العدالة والانصاف في المساواة بين المنفعة العامة للدولة والمنفعة الشخصية للمواطن الناخب في عراق اليوم.. المعنى والمضمون الكلي في هذا التمكين.. تتجسد في الاجابة على سؤال مباشر.. كيف يمكن تحويل الشعائر إلى إجماع شعبي في طريق الإصلاح.
وهذا يتطلب برامج عمل تشاركية مع جمهور الاغلبية الصامتة في مختلف القطاعات المجتمعية لإدارة عملية التغيير.. ومنها استبدال منهج المنبر الحسيني الشريف إلى منبر الإصلاح الشامل في دولة عراقية حضارية حديثة.
هل هناك فرضيات استيعاب مثل هذا التغيير المنشود؟؟
واقعا.. هناك الكثير والكثير جدا من من المواكب الحسينية رفعت رايات الإصلاح.. من دون توحيد هذه الاطروحة بمنهج يعتمده المبلغون من طلاب الحوزة العلمية في النجف الاشرف.. لاسيما وان مؤتمر التبليغ يعقد قبل أيام عاشوراء في شهر محرم.
السؤال المقابل.. هل المرجعية الدينية العليا في النصح والإرشاد الذي تمارسه اجتماعيا.. تقبل اطروحة الدولة العراقية الحديثة لكي تجعلها من صميم أعمال التبليغ والإرشاد ام لا؟؟
شخصيا.. اعتقد من مستلزمات معرفة موقف المرجعية الدينية العليا طرح الموضوع مباشرة.. وانتظار الاجابة.. وها اعرض في هذه السطور الأمر كله امام انظارها الكريمة.. لعل وعسى تبدأ خطوات علمية جريئة لتفعيل برامج تطبيقية تشاركية تستلهم من كل هذه الحشود المليونية.. إمكانية الوصول إلى عقد اجتماعي دستوري جديد لعراق واحد وطن الجميع شعاره هيهات منا الذلة وعدم مبايعة سلاطين أحزاب الإسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد في نظام مفاسد المحاصصة والمكونات.
فمثل الاغلبية الصامتة لا تبايع المفسدين.. وطريق الإصلاح الشامل يبدأ بموقف عراقي بحت.. هل يمكن إنتظار صدور فتوى مثل فتوى الجهاد الكفائي.. برفض التصويت لاحزاب مفاسد المحاصصة ام لا؟؟
هكذا سيكون ابدا طريق الإصلاح الحسيني الشامل.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!